عرفت المرأة في سلطنة عُمان تقدّماً في جميع مجالات الحياة منذ مطلع سبعينات القرن الفائت بعد تولّي السلطان قابوس بن سعيد حكم البلاد، وتقديرأ لما تقوم به المرأة في سير عجلة نمو مجتمعها، فقد تم تخصيص السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام كيوم للمرأة العُمانية وذلك للإحتفال بما حققته من تقدّم وتطور وتشجيعها على المزيد من المشاركة. وبسبب هذه القناعة الراسخة بأهمية دور المرأة فقد فُتحت لها كل الأبواب التي يُمكنها من خلالها أن تشارك في العملية التنموية في بلادها. 9% بعدما كانت حوالي 85% قبل العام 1970. فبالإضافة إلى دورها الإجتماعي كأم وربة منزل تسهر على إعداد الأجيال، فقد مارست دورها الكامل في خدمة وطنها حيث أثرَت المجالات الإجتماعية والسياسية والثقافية وكافة القطاعات في السلطنة من دون إستثناء، بعدما كانت هذه المشاركة شبه معدومة قبل العام 1970. ورغم الفترة القصيرة لإنفتاح المرأة العُمانية على الحياة العامة، كما برز دور المرأة كسيدة أعمال فشاركت في مجلس رجال الأعمال، وقد فتح هذا التوجه الوطني نحو إدماج المواطنين رجالاً ونساء على قدم المساوأة في العملية السياسية المجال أمام المرأة لتشارك في المجال السياسي وتتقلّد مناصب مختلفة على مرّ أعوام النهضة العُمانية منذ بدايتها إلى اليوم. أما على صعيد المشاركة في المجال الأمني فالمرأة العمانية كانت من أول النساء الخليجيات التي فُتِح الباب أمامها للإنخراط في الشرطة والمجال العسكري في العام 1972، الواقع أن الأمر لم يكن سهلاً لوصول المرأة العُمانية إلى ما هي عليه حالياً سواء على صعيد التعليم أو في مجال المشاركة العامة، ولكن بسبب طموحها وإصرارها على إقتحام كل المجالات من دون أن تسمح للعقبات الإجتماعية بإيقاف مسيرتها، وذلك بدعم مستمر من دولتها التي تفهّمت أيضاً هذه العقبات الإجتماعية وتعاملت معها بحذر وتدرّج، فقد حقّقت المرأة العُمانية إنجازات لم تصل إليها الكثير من بنات جنسها في الدول المجاورة. ومما لا شك فيه بأنه ما زال لدى المرأة العُمانية طموحات وآمال كثيرساهمت المرأة العُمانية في مسيرة البناء الوطني المستمد جذوره من الإرث التاريخي والحضاري للمجتمع العماني الذي شهد خلال فتراته التاريخية الحديثة حضورًا للمرأة العمانية في جميع المجالات، ساهمت بشكل مؤثر في تهيئة الحكم لابن أخيها السيد سعيد بن سلطان الذي حكم عُمان وزنجبار بين عامي (1806 1856م). وسطّر التاريخ العماني العديد من خيرة نساء عمان؛ ومنهن أيضاً فضيلة بنت حمد لها كتاب في الأوراد باقٍ إلى اليوم ونجيّة بنت عامر الحجرية، وقد تم تكريمهن جميعاً بإطلاق أسماء المدارس بأسمائهن في مختلف مناطق السلطنة للحفاظ على تاريخهن وتعليم الأجيال الحالية بما قمن به في تسطير التاريخ التليد لعُمان. إذ فتحت أمامها فرص للتعليم بكل مراحله ومستوياته والعمل في مختلف المجالات والمشاركة في مسيرة البناء الوطني؛ فاستطاعت المرأة العمانية خلال فترة المسيرة أن تثبت قدراتها العلمية والعملية لتثبت أنها مصدر ثقة لما منحت إليه، تؤكد عدد من العمانيات أن الاحتفال بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر كل عام، دليل على اهتمام جلالة السلطان والحكومة الرشيدة بتعزيز دور المرأة في مسيرة التنمية وتمكينها بمختلف المجالات، بعدما أثبتت قدرتها على إنجاح المهام الموكلة لها. يأتي تكريما للعطاء الذي قدمته المرأة العمانية في مختلف المجالات طوال الأعوام الماضية، وتضيف أن إنجازات المرأة في هذا الوطن واضحة وجلية للجميع، فقد أسهمت ‏قبل عصر النهضة وبعده في تنمية ‏المجتمع العماني على جميع المستويات، وساهمت في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتجاري، لافتة إلى أنه بعد انتشار التعليم كان للمرأة العمانية دور بارز في المجالات العلمية الثقافية والسياسية، وجعلتها تنافس المرأة في كل دول العالم. اهتمام الحكومة بتمكين المرأة العمانية في مجالات التنمية الوطنية، وقانون العمل في القطاع الخاص. إن المرأة العمانية تواصل تألقها على المستويين المحلي والدولي، وترى أن هذا التألق من جانب المرأة العمانية هو نتيجة لما تحمله من مهارات تعليمية وتثقيفية ووظيفية، وتابعت: "في أجواء الاحتفال بيوم النهضة العمانية الذي يصادف 17 من أكتوبر من كل عام، وأن الاحتفال بيوم المرأة العمانية واستمراريته سنوياً لهو تأكيد لتواصل الاهتمامات الحكومية بالمرأة العمانية، وقد كان للمرأة العمانية خلال المسيرة المباركة دور بارز في خدمة الوطن في مختلفالمجالات فساهمت بكل جد في تحقيق ما وصلت إليه البلاد من تقدم ورفعة متخذة منالعلم شعارا لها . تقول إيمان بنت سعيد الغافرية رئيسة جمعية المرأة العمانية بمسقط لوكالة الأنباءالعمانية ” الجمعية تفخر بالمشاركة في ذكرى الثالث والعشرين من يوليو المجيدة وقدأقامت الجمعية هذا العام احتفالا بهذه المناسبة العزيزة في إطار تفعيل دور المرأة العمانيةوتعزيز مشاركتها في المجتمع ” . وأوضحت أن الجمعية أقامت خلال أيام عيد الفطر المبارك ملتقى “عيد غلا الرابع” تحتشعار “فرحة الجميع في ملتقى العيد” الذي هدف الى تعزيز روح التكافل بين أبناءالمجتمع وتسليط الضوء على دور الجمعية في المجتمع المحلي من خلال تقديم صورةملموسة لمهارات وقدرات الشباب في المجالات الفنية والعلمية وبث الرسالة التثقيفيةللمجتمع عن حقوق المرأة والطفل من خلال الفعاليات المصاحبة، كما تم إلقاء القصائد الشعرية وغيرها من الفعاليات المتنوعة التيتسعى الى تقديم توعية إيجابية عن عالم المرأة والطفل . وذكرت أن الجمعية تعمل من خلال رؤيتها المتمثلة في أن المرأة هي عماد المجتمعوشريكة الرجل في مختلف نواحي الحياة ومجالاتها وهي حاضنة للمبادرات المجتمعية منقبل المرأة حيث تقوم على مساعدة المرأة في تنفيذ المبادرات في مجتمعها من خلال بناءفرق عمل منتسبة الى الجمعية تقوم بتدريب المرأة في مبادراتها ومساعدتها في إدارةمواردها المهنية والبشرية عن طريق برامج توعوية وهادفة تسعى الى تأسيس جيلريادي في المجتمع وفي الوقت نفسه تسعى إلى استدامة العمل التطوعي من قبل مجلسإدارة الجمعية الذي يستمر تلقائيا ولا ينتهي بانتهاء مدة المجلس وعضويته الأمر الذييساعد أيضا على تحويل العمل التطوعي في الجمعية من المركزية الى اللامركزية. وأوضحت رئيسة جمعية المرأة العمانية بمسقط أنه إضافة إلى اللجان الموجودة فيالجمعية كاللجنة الثقافية واللجنة الاجتماعية واللجنة الإعلامية تم استحداث لجنتين همالجنة التعاون والعلاقات الخارجية ولجنة إدارة المشاريع، فعلاوة على دورها الذي تقوم بهاللجان الإعلامية والثقافية من توعية وتثقيف وتعزيز أهمية وقيمة العمل التطوعيوالنهوض بالمرأة العمانية على مختلف الأصعدة والاهتمام بتثقيفها وتوعيتها تقوم لجنةإدارة المشاريع بدور بارز في الاهتمام بعطاء المرأة العمانية وما تقدمه من نتاج ملموسفي أرض الواقع من خلال تعزيز عطائها بمختلف اشكاله عن طريق اقامة الدوراتوالندوات والبرامج التوعوية والانتقال إلى متابعة التنفيذ في أرض الواقع من خلالتطوير وتحسين جودة ما تقدمه بإضفاء المهارات اللازمة لها حسب المجال والاختصاص. وأضافت أن لجنة التعاون والعلاقات الخارجية تقوم بالتواصل مع جمعيات المرأة داخلوخارج السلطنة حيث لا يمكن العمل بمعزل عن العالم الخارجي لتحقيق الهدف الأسمىلتطوير المرأة العمانية وذلك من خلال قراءة دور ونشاطات الجمعيات والاستفادة منالنجاحات التي تحققها وتقييم مبادرات جمعية المرأة العمانية التي بدورها تعكس الجانبالايجابي المشرق لجمعيات المرأة العمانية في السلطنة . وفي سياق متصل تقول الإعلامية منى بنت محفوظ المنذرية ” إن ما تحقق للمرأةالعمانية يعد مفخرة لها باعتبار أن المرأة العمانية بطبعها إنسانة تعمل بهدوء وبصبر وأنحكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- منذبداية النهضة توليها اهتماما من خلال النطق السامي بكلماته التي تشيد بدورها وأنالمرأة والرجل كجناحين لطائر واحد وبالتالي فإن المرأة العمانية جعلت من هذه المقولةقبساً من النور تمشي عليه في تنمية مجتمعها وبذل كل ما تستطيع لرفعة هذا البلد”. وأردفت المنذرية تقول ” هناك قوانين لحفظ حقوق المرأة وهناك أيضاً اهتماما خاصا بهامن خلال وجود مؤسسات تخدم المرأة والطفل والأسرة بشكل عام ” مشيرة إلى دورجمعيات المرأة بالسلطنة ومتطلبات الحياة العصرية والانفتاح على كافة الميادين مؤكدةان الفترة الحالية حاسمة لها ويجب أن يكون وجودها أكثر ثباتا فيما يخدم احتياجات المرأةوالأسرة وتلبية هذه الاحتياجات وفق متطلبات المجتمع. وقالت ساجدة بنت عبد الأمير اللواتية مستشارة وزير الخدمة المدنية لموظفي الخدمةالمدنية في تصريح لوكالة الانباء العمانية ” أتمنى أن يكون للمرأة العمانية ظهور أكثرفي مجالات القيادة ” مؤكدة انها فخورة بما وصلت إليه المرأة العمانية من مناصبمقارنة بما كانت عليه سابقا. وعبرت الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسية عن سعادتها بيوم النهضة العمانيةوقالت ” إنها مناسبة عزيزة على نفس كل عماني عاش على هذه الأرض الطيبة وهيمناسبة لاستعادة الذاكرة والعزة والطمأنينة حيث تحقق في هذا اليوم ( ٢٣ يوليو المجيد) للمرأة ما وعد به جلالة السلطان المعظم / أبقاه الله / من أمن واستقرار وتقدير لعطائهاعبر التاريخ ” موضحة أن المرأة العمانية بطبيعتها معطاءة ومنذ فجر النهضة وحتىالآن حققت الكثير من الطموحات التي تسعى إليها والتي وضعت ثقة القائد فيها وواصلتمسيرتها بنجاح كما يريد الأب والقائد أن تكون امرأة مشاركة وفاعلة في مسيرة التنمية . وأضافت أن المرأة العمانية كانت على قدر هذه الثقة التي حظيت بها ونالت أعلى المستويات في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرة إلى أن جمعيات المرأة قامت بدور كبير في مجتمعها ” ولكن ما نطمح إليه هو دور أكبر ومختلف عن دورها السابق وذلك نتيجة لاختلاف الحياة العصرية ” موضحة أن هناك الكثير من المعوقات الاجتماعية التي طرأت في مجتمعنا ” ونحن نأمل من الجمعيات تنشيط دورها باعتبارها نواة المجتمع بالنسبة لدعم وتطوير المرأة العمانية موضحة أن المجتمع بحاجة الى طاقات نسائية وجهود فكرية مطلعة على قضايا المرأة وهناك الكثير من هذه الطاقات المتخصصة والعاملة في هذا الجانب ” متمنية أن يكون لها دور من خلال جمعيات المرأة العمانية التي ترى أن دورها أكبر وأصعب من السابق وعليها أن تكون أكثر التصاقا بقضايا مجتمعها. وتسعى جمعية المرأة العمانية إلى تفعيل هوية المرأة العمانية الحضارية والعصرية وتمكينها معرفيا وعلميا من خلال مشاركتها في الأعمال التطوعية . جدير بالذكر أن أنشطة جمعية المرأة العمانية تتنوع بحسب متطلبات وأولوية كل مرحلة حيث يضع مجلس إدارتها البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تتناسب ومستجدات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عدد من المجالات من أهمها التنمية البشرية . وتقيم الجمعية برامج خاصة بإدارة العمل التطوعي علاوة على ذلك تقوم الجمعية بدور بارز في توعية المرأة العمانية في مجال الشؤون الأسرية فيما يتعلق بتربية الأبناء والتوعية الصحية وبرامج محو الأمية التعليمية والمعرفية والقانونية ودعم مكاسبها الشرعية وتعزيز التزاماتها الإنسانية وثقافتها البيئية وإبراز هويتها التراثية وتقدير أمومتها التربوية وتحفيز وتطوير قدراتها القيادية ومعارفها الذاتية ومهاراتها اليدوية . وقد سجلت جمعية المرأة العمانية حضوراً في المؤتمرات والندوات وحلقات العمل التي أقيمت في مختلف محافظات السلطنة وفي المحافل الدولية جنباً إلى جنب مع المنظمات والمؤسسات المعنية بقضايا المرأة والمجتمع والعمل التطوعي وتتنوع مشاركاتها في مجالات تخصصية وعامة منها مؤتمرات معنية بحقوق الانسان والمرأة والبيئة وحماية المستهلك وحقوق الطفل وغيرها من الفعاليات التي تخدم أهداف التنمية . وتعتبر جمعية المرأة العمانية معلما ثقافيا واجتماعيا يكشف لزواره والآخرين مدى تطور المرأة العمانية والتعرف على العادات والتقاليد العمانية والإنجازات التي تحققت للمرأة العمانية خلال الفترات السابقة وما يتحقق الآن بواقع ملموس. وتعتز الجمعية بمشاركاتها في عضوية اللجان الوطنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية والأسرية والتنموية وغيرها من اللجان التي تمهد وتناقش وتوصي بإصدار قرارات وقوانين ولوائح تخدم المرأة والمجتمع ضمن معاهدات واتفاقيات محلية ودولية أثمرت عن نتائج إيجابية. إنَّ دورالمرأة العُمانية جليٌ للجميع،