أولا: إسهامات الرائد مارك أنطوان جوليان الفكرية في التربية المقارنة يعد مارك أنطوان جوليان الباريسي رائد التربية المقارنة الأول في فرنسا، أعيد طبعه في كتيب عام 1817م، التعليمية في تحسين نظامها التعليمي، ونادى بضرورة وجود موضوعية في الأبحاث في التربية المقارنة (200). كما نادى بضرورة إنشاء لجنة خاصة للتعليم، تكون أقل عددا وتتكون من أشخاص أكفاء مسئوليتهم جمع ما تقوم به المؤسسات بشكل عام في مختلف دول أوروبا، ويجب على هؤلاء الأشخاص الذهاب في جميع أنحاء أوروبا والوصول إلى وصف الحال التعليم العام من خلال الاستفادة من الاستبيانات التي أجراها، كما نادى أيضًا بضرورة إنشاء معهد عام للتعليم مخصص لإعداد معلمين أكفاء، وكتب مدرسية جيدة (29)، مع إجراء تعديلات وتغييرات تتناسب مع الظروف والمحليات (30) كما يعرفها بأنها الدراسة التحليلية التي تستند إلى الملاحظة الموضوعية وتجميع الوثائق عن النظم التعليمية في البلاد المختلفة، وذلك بهدف استنتاج بعض القواعد المحددة، وبهذا نجد أن هدف جوليان هو الوصول إلى مبادئ ولجوليان هدفين في غاية الأهمية هما: 1 – هدف تربوي، حيث كان هدف جوليان هو تحسين التربية، فلم يكن أحد يهتم بأنواع التربية الثلاثة في عصره: أولا بالنسبة للتربية البدنية، وجد عدم الاهتمام باكتساب العادات والنماذج الجيدة، بالإضافة إلى عدم إعداد الشباب بمعرفة العلاقات المتبادلة التي توجد بين الناس، لذلك رأى ضرورة التعرف على الصفات الأخلاقية والفضائل وغرسها في نفوس التلاميذ شيئا فشيئا عن طريق إعطائهم دروس في الاخلاق عن نماذج أو أحداث أو قصص، 2 – هدف تعليمي، وألا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين أو الثلاثين عاما؛ وأن يكون مثقف وملم بالأحداث الجارية ولديه معرفة في جميع العلوم، وأن يمتلك العديد من الصفات مثل: الصبر، والمهارة، بل هناك العديد من الطرق التي تستخدم وفقا للظروف المحيطة بالعملية التعليمية. تتألف من أشخاص مهمتهم النظر في المؤسسات وطرق التربية والتعليم في مختلف دول أوروبا، كما نادى بضرورة إجراء الاختبارات العملية مع النظرية، وتطبيق الملاحظات التي يتم تجميعها، وأوضح جوليان ضرورة وجود معلمين جيدين يعرفون جيدا ما الذي يريدونه وما الذي ينبغي عليهم فعله، وضرورة وجود كتب نموذجية في مختلف فروع العلوم تساعد على تنمية وقام بذلك نحو أكثر من عقد من الزمن قبل أوجست كونت مؤسس علم الاجتماع ورائد الوضعية الأسبق من وجهة نظر العلماء، التحليل عبارة عن كيانات ثقافية تشكل الخصائص التعليمية، وبسبب عدم توافر الموارد لإجراء مسح شامل للمدارس في مختلف البلدان، وهكذا مهد جوليان الساحة للوضعية في الربع الأول من القرن التاسع عشر حيث ظهر في التربية المقارنة. ومع ذلك لم يحدث ذلك إلا بعد فترة طويلة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين التي ازدهرت فيها الوضعية، حيث بلغت ذروتها في عام 1967 مع ظهور المشروع الدولي لتقييم التحصيل الدراسي ، مسح لتحصيل الرياضيات والذي قام بتنسيقه نورستن هوسن ، وفي عام 1817م، وإيطاليا، حيث يستخدمون ثلاث لغات هم: الألمانية والإيطالية والفرنسية، هذا التنوع كان هدف جوليان هو التطوير وتحسين التعليم العام؛ وتطبيق الملاحظات التي يتم تجميعها، وأوضح جوليان ضرورة وجود معلمين جيدين يعرفون جيدا ما الذي يريدونه وما الذي ينبغي عليهم فعله، بالإضافة إلى ضرورة وجود كتب كما أوضح أن الجهل، كما يجب أن تقدم أبحاث التربية المقارنة طرق جديدة لتحسين علم التربية، وأداتها هي الزمن؛