لِلمَرَّةِ الثَّالثَةِ تَشَوَّقَتْ نَفسُ السِّندبادِ الْبَحرِيِّ لِلسَّفَرِ وَالفُرجَةِ والمكَاسِبِ فَاشتَرَى كَثيرًا مِنَ البَضائِعِ المنَاسِبَةِ لِلتِّجَارَةِ الْبَحريَّةِ ثُمَّ غَادَرَ بَغْدَادَ إلى مِينَاءِ البَصرَةِ، وَمِنْهَا استَقَلَّ مَركِبًا عَظيمًا بِهِ تُجَّارٌ كِبَارٌ وَنَاسٌ مِلَاحٌ طَيِّبونَ وَأَهْلُ خَيرٍ وَدينٍ وَصَلاحٍ وَمَعْروفٍ وَسَارَتْ الرِّحلَةُ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحرٍ وَمِنْ مَدِينَةٍ إلى أُخرَى وَالتُّجَّارُ يَبيعونَ وَيَشْتَرونَ وَهُمْ في غَايَةِ السُّرورِ وَالفَرَحِ. وَذَاتَ يَومٍ رَمَتِ الرِّيحُ بِالمرْكِبِ إلى جَزيرَةٍ بِهَا سِلسلَةُ جِبَالٍ فَإذَا بِالرُّبَّانِ يَشُدُّ لِحيَتَهُ وَيَلْطُمُ وَجٍهَهُ وَيَطْوي القُلُوعَ وَيُمَزِّقُ ثِيَابَهُ وَيَبْكِي بِصَوتٍ عَالٍ، وَهُنَا سَأَلَهُ السِّندِبَادُ بِلَهْفَةٍ: وَهُنَا سَأَلَهُ السِّندِبَادُ بِلَهْفَةٍ: مَا الخَبَرُ يا رَيِّسُ؟ الَ الرُّبَّانُ وَهوَ يَصيحُ: اعلَموا يا رُكَّابَ السَّلامَةِ logo وبمُجَرَّدِ أنْ تَحَرَّكَ المركِبُ الجَدِيدُ المسَطَّحُ لَاحَ لَهُمْ المَارِدُ وَهُوَ قَادِمٌ إِلَيهِمْ فَلَمَّا رَآهُمْ قَدِ ابتَعَدوا عَنْهُ داخِلَ المَاءِ مالَ عَلَى حِجَارَةٍ ضَخْمَةٍ مُلْقَاةٍ قُربَ الشَّطِّ وَأَخَذَ يَقذِفُهُمْ بِهَا دُونَ رَحْمَةٍ! بعد الانتصارات المجيدة التي حققها أحمد بن سعيد على الفرس في صحار ،