يُعدّ النفط اكتشافًا بشريًا بالغ الأهمية، فهو المصدر الرئيسي للطاقة، وعماد الإنتاج الصناعي والزراعي عالميًا، وأصبح عنصرًا حيويًا في الحياة اليومية. يتجاوز دوره كَمصدر للطاقة ليشمل استخراج ما يفوق عشرة آلاف منتج صناعي. يُشكّل النفط أهمية استراتيجية للاقتصادات العالمية، منتجةً كانت أم مستهلكة، مما يجعل العوامل السياسية، الاستراتيجية، والاجتماعية متشابكةً مع العوامل الاقتصادية. لِما لأسعار النفط وتجارته من آثار عالمية، استمر الصراع على السيطرة على سوقه. سيطرت "الشركات السبع" على الصناعة النفطية لفترة طويلة، مُتحكمةً في سياسات التسعير. فرضت أمريكا في الخمسينيات قيودًا على استيراد النفط، مما دفع الشركات الأمريكية إلى الأسواق الأوروبية، مُسببةً تدهورًا في أسعار النفط هناك، خاصةً مع منافسة النفط السوفييتي الأرخص. أدى ذلك إلى تخفيض أسعار النفط الخام، مما حفز العراق على عقد مؤتمر أسفر عن تأسيس منظمة أوبك. تحدّت الدول النامية، بفضل حركات التحرر والتنمية الصناعية، الشركات العملاقة، وساعدها تأميم قطاع الطاقة في العديد من الدول. أعطى ذلك أوبك قوةً انعكست على قدرتها في تحديد سياسات التسعير، ومنع انخفاض الأسعار إلى مستويات تضر باقتصاداتها، بدءًا من عام 1973. لكن منذ السبعينات، تواجه أوبك تحديات في التأثير على أسعار النفط الخام، بسبب عدم التزام بعض الأعضاء بالحصص المقررة، وضغوط الدول الكبرى وغيرها من العوامل.