أمّا اصطلاحًا فهو: ما تمّ التوصُّل إليه، كما يُعرَّف بأنّه: القوانين، والقواعد التي تُفسِّر الظواهر، كما أنّه يشتملُ على حقول المعرفة المختلفة، فهي: الوصول إلى الحقائق، أو فكرة مُعيَّنة يعني: أنّه أصبح على معرفة بها، علماً بأنّ نقيض المعرفة هو الإنكار. ١] ‏سينتهي هذا الإعلان خلال 16   يُعنى العِلم عند العالَم الغربيّ بالعالَم المحسوس، كما أنّهم ينظرون للأمور الغيبيّة غير المُشاهَدة على أنّها وهمٌ لا يجب الالتفات إليه، كما أنّ العاطفة تُعيقُنا عن الحُكم على الأشياء بموضوعيّة، وأشمل من أن يُعنى بمسائل الدِّين، أو بالعالَم المادّي المحسوس فقط، بل تعدّى ذلك إلى المعارف التي يُدركها الإنسان بالتفكُّر في السماوات، حيث يقول الله -عزّ وجلّ-:(أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ)[٢]، والعِلم عند الإمام الغزاليّ قسمان: علوم شرعيّة، ومن الأدلّة على شموليّة العِلم في الإسلام قوله تعالى:(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا). ٣][٤] أهمّية العِلم للعِلم -في مجالاته كُلِّها- أهمّية بالغة، منها أنّه:[٥] تتحقق به رفاهيّة الإنسان، حيث تسهلُ حياته باختراع الكثير من التقنيات التكنولوجيّة التي تُحيط به من كلّ مكان، بما في ذلك طرق النَّقل، كما أنّ الإنسان يزداد بالعلم معرفةً بما يدور حوله من الظواهر الموجودة في كلّ شيءٍ في الطبيعة. يمتلك الإنسان به مهارة التفكير العلميّ الناقد في ما يتعلَّق بشؤون حياته؛ حيث يُوجّه الإنسان لاتّخاذ قراراته، علماً بأنّ ذلك كُلّه يتمُّ بطريقة علميّة مُمَنهَجة. والمعارف التي تزيدُ من وَعينا بما حولنا، كما يسمح لنا بالانفتاح على الآخرين، وتحسين أسلوب حياته على المستوى الفرديّ، كما يُحقِّق له أهمّ الاحتياجات الأساسيّة باكتساب المال، إضافة إلى أنّه يُحقِّق للفرد حريّته المعنويّة، وهو يُمكِّنُه من امتلاك التفكير الحكيم في اتّخاذ قراراته بوَعي، ٦] يُمكّننا من فَهْم الدِّين، حيث ابتدأ الله القرآن الكريم به، وافتتحَه به على الرغم من أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان أُمّياً، والتعلُّم بعد أن كان العرب مُنشغِلين بالخُرافات، ونستعيدُ ما سُلِب من ثقافتنا، حيث يكون ذلك بتعلُّم العِلم النافع، ٨] ‏سينتهي هذا الإعلان خلال 17   سمات وخصائص التفكير العِلميّ لا بُدَّ من أن تتميَّز المعرفة العلميّة بمجموعة من السمات التي تزيدُ من مقدرة الإنسان على فَهم نفسه، والعالَم المُحيط به:[٩] الشموليّة واليقين: وهي شمول المعرفة العلميّة لكلِّ ما يتعلَّق بظاهرة مُعيَّنة، حيث إنّه عند دراسة حادثة، فإنّه لا بُدَّ من طَرحها على مفاهيم عامّة تشملُها دون الاكتفاء بدراسة الظاهرة وحدها، فإنّ الحقيقة العِلميّة تكون غير شخصيّة، كما ترتبطُ الشموليّة باليقين؛ إذ يجب أن يكون الإنسان على يقين من الحقائق، وفي حال عدم مقدرة العلم على التعبير عن شيء ما بدقّة، فإنّه يتمّ اللجوء إلى لغة الرياضيات؛ أمّا في ما يتعلَّق بتجريد المعلومات باستخدام علاقات، فإنّه يُمكِّننا من التعبير عن المعارف، ممّا يزيدُ من سيطرة الإنسان على المعرفة، فالمنهج ثابتٌ يُقوِّي المعرفة العلميّة، وهو لا يتأثَّر بتغيُّر مضامين المعرفة، حيث يبدأ المَنهج من المُلاحظة، ثمّ التجريب الذي يُكوِّن نتائج تُشكِّل فيما بعد ما يُعرَف بالنظريّة، وبعد ذلك يمكن اللجوء إلى الاستنباط العقليّ الذي يعتمدُ على النظريّة، البحث عن الأسباب: حيث يهدف البحث عن أسباب ظاهرة ما إلى إرضاء حُبَّ المعرفة عند الإنسان، والفضول الذي يدفعه إلى فَهم كلّ شيء حوله، إذ إنّه عندما يعرف أسباب الأمور، فإنّه يمتلك المقدرة على التحكُّم بها، كما أنّه يتمكّن من الوصول إلى نتائج أفضل من التي يمكن أن يحصلَ عليها بالتجربة، التراكُميّة: وهي الطريقة التي ينمو بها، على عكس الطريقة التي تتطوَّر بها معارف أخرى، حيث تعتمد المعرفة العلميّة على ما يسبقُها من العلوم، إذ تحلُّ المعرفة العلميّة الجديدة مَحلَّ القديمة، فهي تُبنَى بصورة أُفُقيّة؛ فالاتّجاهات الفلسفيّة الجديدة لا تُكمِلُ اتّجاهاتٍ سابقة، مع الإبقاء على الاتّجاهات السابقة؛ حيث إنّ ظهور فنٍّ جديد لا يُلغي فنّاً سابقاً؛ لأنّ كلّ اتّجاه فنّي جديد يرتبطُ بظروف المكان،