هذا ومن القضايا التي اهتم بها الباحثون قضية تحديد ما إذا كان لبني ياس جد مشترك واحد أو أنهم يشكلون تحالفاً من جماعات تربطها صلة الدم وجماعات ليس بينها صلة قرابة . علاوة على ذلك كان هناك اتفاق عام داخل تحالف بني ياس على تولي أسرة آل نهيان زعامة هذا التجمع منذ القرن الثامن عشر، ولم يكن اختيار آل نهيان لزعامة القبيلة نتيجة لانتمائهم إلى أي سلالة عرقية خاصة أو فئة اجتماعية أعلى، فمثلاً عندما كان رجال بني ياس يرحلون من واحات ليوا أو العين ويتجهون إلى السواحل لصيد الأسماك ، قد وصف بني ياس بأنهم . وقد استقر بعض أفراد قبيلة النعيم المتحالفة مع بني ياس في واحة العين، ونخلص إلى أن البنية الهيكلية لبني ياس ظلت تستوعب كلاً من حياة الاستقرار وحياة الترحال البدوية . أما في المجتمع القبلي فإن كل فرد من بني ياس يعرف الجماعة التي ينتمي إليها، ويمكن فهم هذا النظام على نحو أفضل بالنظر إليه بوصفه نظاماً متكاملاً يحتوي على نواة مركزية ذات محيط ملتف حولها ؛ بحيث لا نجد من الناحية العملية فجوة من أي نوع بينهما ، ولم تكن رابطة الدم أو الانتماء إلى أب واحد هي العامل الجوهري أو الوحيد في . استقطب مجموعة واسعة ومختلفة من الجماعات، واتسم النموذج الاجتماعي الذي وفرته البنية الهيكلية لبني ياس في نهاية الأمر بطبيعة مرنة غير متصلبة ، " غير أن الجماعات التي شكلت بني ياس في أبوظبي قد تجاوزت " سعة الحيلة " . لقد أسسوا بنيتهم الاجتماعية والسياسية على تنوع الأنشطة والتعاون فيما بينهم . وبالمقابل كان الزعماء البارزون في تحالف بني ياس واعين بأبعاد العلاقات الاجتماعية المتشابكة في "تحالفهم " ، وتنطوي كل النظم القبلية العربية أساساً على قابلية للانقسام ؛ إذ سعوا إلى تأسيس سلطة مستقلة في منطقة " خور العديد " في عهد الشيخ خليفة بن شخبوط حتى عام 1837 ، ولكن كل محاولة من محاولات الانفصال كانت تنتهي إلى مصالحة القبيسات وعودتهم للانضمام إلى منظومة بني ياس بعد أن يتأكد لهم أن العودة في صالحهم . وثانيهما أنه يتعين على الحاكم إذا ما أراد أن ينجح في حكمه أن يمتلك الجرأة والشجاعة والاقتناع بما يفعل،