حقاً إن رأس الحكمة وسنامها مخافة الله سبحانه وتعالى ، وما ذلك إلا لأن الخوف من الله سبحانه يورث الإنسان استقامة في النية ، والقول والعمل وتبقى المفارقة أن الخوف من الله لا يكون بحال كالخوف من الإنسان ، فإذا ما خاف الإنسان من غيره من بني جنسه من البشر ، فإنه من منطلق داعي هذا الخوف يحرص على الفرار منه لأنه يخشى بطشهم وظلمهم إن ظفروا به ، ولكن هذا لا يكون في حق الله تعالى ؛ فإنه يرى أن من الحكمة أن يدفعه هذا الخوف إلى الفرار إلى الله تعالى ، ولا غرابة في ذلك فهو يفر إلى الحليم الرؤوف الرحيم الكريم ومن ثم يقول أحد العارفين ‘ ‘ خف الله على قدر قدرته عليك ، واستحى منه على قدر قربه منك ، فمن شق عليه أن يعبد الله كأنه يراه فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه فليستحيي من نظر الله إليه ،