يُعرف مفهوم الشخصية بأنه موضوعٌ حظي باهتمامٍ كبير من فلاسفة وعلماء النفس عبر التاريخ. بدأ هيبوقراط بتحديد الشخصيات بناءً على أربعة سوائلٍ في الجسم، مؤثرةً على المزاج. حاول الفلاسفة لاحقًا تصنيف الشخصيات بناءً على خصائص جسمية وعقلية ونفسية. قسم علماء النفس دراسة الشخصية إلى قسمين: الأول يركز على العوامل التكوينية (نظريات الأنماط التيبولوجية)، والثاني على دراسة السلوك. للكلمة أصلٌ يوناني، يشير إلى قناع الممثل المسرحي. حاول لومبروزو الربط بين السمات الجسدية والجريمة، لكن رفض علماء النفس هذه المقاييس لاحقًا لعدم موضوعيتها. تُعتبر الشخصية مفهوما معقدا يتشكل من عوامل متداخلة، وهو نمطٌ ثابتٌ نسبيًا لردود أفعال الفرد، ويُعبّر عن التماسك العقلي والنفسي، ويُشمل الشعور واللاشعور. كما تُعرّف بأنها مجموعةٌ منظمةٌ من السمات والميول، ونظامًا متكاملًا من السمات الجسمية والعقلية والنفسية الثابتة نسبيا. تعددت تعريفات الشخصية حسب منظور كل عالم نفس، فقد عرفها ألبورت كتنظيمٍ ديناميكيّ للنظام السيكوفيزيولوجي، وكاتل كمجموعة سماتٍ مترابطة، وشيلدون من خلال البنية الجسدية، وكرتشمر بتصنيفه الأنطولوجي. أما إيزنك فرأى أنها تنظيمٌ ثابتٌ لمزاج الفرد وبنية جسمه، وفرويد اعتبرها ناتجة عن توازن الهو، الأنا، والأنا الأعلى، بينما يونغ ربطها بتكامل الأنا واللاشعور. وبشكلٍ عام، تتميز الشخصية بثباتٍ نسبيّ في السلوك، وتنظيمٍ بنائيّ للأنماط السلوكية، وتفاعلٍ بين السلوك والتغيرات الداخلية والخارجية، وتشترك في سماتٍ مشتركة مع اختلافاتٍ فردية.