البواكير الأولى للحركة العقلية الإسلامية وعلت أعلامهم في كل مكان في أمد قليل . وأراد كل أن يشرع لنفسه ومنهجه في الحياة . فاتجهوا إلى القرآن وإلى السنة يتأملون فيهما ويستخرجون الحقيقة ، اتجهوا إلى القرآن - كما قلت - يقرأونه ويتدبرونه ، و ( القرآن حمال أوجه ، ومن هذا التدبر وهذا التفكر في أعماق النص الإلهى ، والحياة الإسلامية كلها ليست سوى التفسير القرآني فمن النظر في قوانين القرآن العملية نشأ الفقه . ومن النظر فيه ككتاب يضع الميتافيزيقا نشأ الكلام . ومن النظر فيه ككتاب أخر وى نشأ الزهد والتصوف والأخلاق . ومن النظر فيه ككتاب للحكم نشأ علم السياسة ومن النظر فيه علوم اللغة . وتطور العلوم الإسلامية جميعها إنما ينبغي أن يبحث في هذا النطاق : فى النطاق القرآني نشأت ،