سنصف في فصول لاحقة من هذا الكتاب ظاهرة صعود الصحو ة الإسلامية كحركة سياسية اجتماعية في الربع الاخير من القرن العشرين» ونكتفي هنا بالإشارة الى هذه الحركة كصاحبة رؤية خاصة للهوية وموقف متميز من حيث مسألة الاندماج الاجتماعي والسياسي» طرحت نفسها في الربع الأخير من القرن العشرين كبديل العدد ه أيلول/ سبتمبر 191/4). ‎16 التي أخفقت في تحقيق مشاريعها وقادت العرب الى سلسلة من الانبزامات المحبطة التي لم نتمكن حتى الآن من الخروج منها وتجاوزها والتحر من آثارها المضنية . والطريف في الأمر ان الحركات القومية العلمانية كانت في مطلع القرن قد طرحت نفسها وقامت بدورها كبديل للحركات الدينية المتمثلة بالخلافة الإسلامية العثمانية التي_ائيارت في نباية الحرب العالمية الأولى. أحدثه انهزام الخلافة العثمانية» كذلك تحاول الحركات الدينية في نباية القرن» وإثر تجارب مريرة» ان تملا الفراغ الذي أحدثه إخفاق الحركات القرمية العلمانية. بذلك يبدو كأننا ندور حول أنفسنا في حلقة مفرغة» بدلاً من أن ننطلق باتهاه آفاق جديدة نتكشف من خلالها معام حداثة متفردة خاصة بنا كمجتمع وثقافة لهما طابعهما ‏بدلا من أن نكتشف أو نصنع حدائتنا الخاصة باستقلال عن الغربء نجد أننا نستيقظ كأهل الكهف لنجد أنفسنا ليس في عام وزمن متقدمين. في القدم نظن أننا ننتمي اليىء ليجدنا هو غرباء عنه بقدر ما نجده غريباً عناء لكونه وقد حدثلت نتيجة لذلك انقسامات جديدة حادة لا تقتصر على ما أسماه عادل حسين «الانقسام الحاد بين أصحاب الثقافة الإسلامية من جانب؛ وأصحاب الثقافة الغربية من جانب آخر)”"". وبين الأنظمة السائدة وبينها وبين مسلمين متنورين ينطلقون من موقع قومي علماني؛ وبينها وبين الجماعات غير المسلمة» وبينها وبين أنصار المرأة. ثم إن هذه الحركة لاستعمال العنف ومن بلد الى آخر. ‏ليس خطأ حركات الصحورة الإسلامية انها تعمل باستقلال عن الحضارة الغربية وتؤكد على هويتها الحضارية الخاصة. إن خطأها الأساسي يتلخص بكونها ردة فعل على التحدي الغربي؛ فتعمل على فرض نموذج مستعار من الماضي السحيق على الواقع