العلاقة بين الشعر والحلم في منظور علم النفس في دراسته التي تتناول أوجه الشبه بين الإبداع الأدبي وأحلام اليقظة، فرويد: هل يسعنا تشبيه الشاعر بإنسان يحلم في وضح النهار، يعود التشابه بين الحلم والإنتاج الشعري إلى كونهما ينبعان من ومن الخيال والتخييل، اللاشعور، فإن الأثر الأدبي والفني كذلك، عميقة، وتركيبات وأقنعة ظاهرة خارجية، كعلاقة الوعي والإدراك باللاوعي والتخييل أو الحلم؛ للأدب، وهناك من الدارسين، قراءة النص الأدبي، في نظره، الاستفادة من كتاباته الأخرى ولاسيما :كتاب سيكوباتولوجية الحياة اليومية، وكتاب النكتة وعلاقتها باللاشعور)، لأن مؤسس التحليل النفسي ركز وكرس فيها اهتمامه لتحليل الظواهر التي يسأل معنيون بالحركة النقدية كثيرا عن علاقة الشعر بالحلم. فهل يجد علم النفس علاقة بين القصيدة والحلم؟ تهم إن علم النفس في كثير من تحليلاته ومدارسه التركيبية وتحويراته الجدلية ينظر إلى الحلم على أنه عملية واعية من عمليات الدماغ. وقولنا «واعية» لا يلغي تلك المرئيات من نفسه و يقسم الأحلام إلى قسمين رئيسين: أحلام النوم وأحلام اليقظة ونعني باحلام النوم أما أحلام اليقظة ؛ فهي تلك الصور والمواضيع الهائلة المتلاحقة التي يمارسها الشخص في يقظته بكامل وعيه وشعوره وتؤدي إلى عزلته عن الوسط عزلة كاملة، بها محسوبا على اليقظين الواعين، القصيدة، إنه يهندس ويصور أحداثا بما يمليه طموحه وحقه في التصور؛ المكبوتة في قصيدة؛ بإحباط، وتعرية لكل ممارسة مشلولة بضوابط ونواميس». الذي يشرح به علم النفس ميكانيكية تكون الحلم؛ ومزيل لفارق المطلوب عن الممكن. والقصيدة كذلك المزيلة للفارق بين ما يراد وما يمكن بين المرغوب والمحقق. الشاعر كالحلم لدى الحالم ؛ وإذا ما حاولنا أن نعرف الأجواء المطلوبة، من أحلام اليقظة، الشعر . فتلك الأجواء أو الظروف تنطوي على العزلة والإدراك والمتسلمات» أ- العزلة : العزلة لدى الحالم، تحقق حالة مقبولة من بما يجعل بدواخل تجربته»؛ إلا بالمفهوم الميكانيكي لها ؛ وأعني بذلك النأي عن أجواء الضوضاء والإضاءة والحشد . يستطيع بعض آخر أن يخلد الى عزلة يخلقها لنفسه على الرغم من توافر الإثارة الحسية. الحالم، في تحقيق الإدراك بالذاكرة؛ للماضي والحاضر . وبذلك يكون الشاعر منتصرا في موقفين يبدوان متناقضين : موقف العزلة الكافة لاحتياجات الشاعر من الوسط، إرهاص وشد و مناشدة. ج - المتسلمات الحسية: إن الحلم. مرمز تصويري لمحسوسات ترى أو تسترجع بالتذكر لبقاء مدلولاتها في عملية ذاتية تنفرز حلما أو قصيدة. إن الشاعر الحالم بقصيدته يسترجع في الكتابة كل مدركاته الحسية . ولا يمكن للعزلة أن تطمر في د - التحوير ويمثل ما تمر به العملية الحلمية من تحويرات لدى الحالم. والإسقاطية والإزاحية والحصرية . المباشرة و التقريرية. وأمام هذا الإقرار الذي قدمه علم النفس لإقامة العلاقة بين القصيدة وحلم برزت اعتراضات كثيرة على مثل هذا الإقرار. مستفيدة من تعريف علم النفس نفسه لأحلام اليقظة. والغائية . والواقع أن للحلم أهمية كبيرة في الفن والإبداع ؛ تقول (غادة السمان): «لا أعتقد أن هناك أي عمل علمي أو أدبي أو سياسي خارق إلا خلفه رجل حالم، لكنه حالم يعمل. كل الأعمال الكبيرة في تاريخ الإنسانية، ثم يكرس حياته ليحقق عملياً ما كان مجرد تصورات، حيث تتحد النفس بذاتها [من] دون أقنعة، ويصير العقل اللاواعي قوة متضامنة مع الإرادة، لا مشتتاً لها، الفني في نظري هو محاولة لاتحاد مستوى العمل ومستوى الحلم من أجل مزيد على إفشاء توازنه الخاص بين حالة الحلم وحالة اليقظة. السليمة وليس شيئاً يضاف إلى اليقظة. وتقول أيضا غادة السمان التي تؤدي الأحلام عن الصدق المطلق. ولذا؛ والحلم وليست أحلام المبدع مقتصرة على المنامات مثله في ذلك مثل غيره من إذ أنه يقع تحت تأثير أحلام اليقظة أيضاً، بشكل ما أحلام يقظة ؟ وإطلاق النكات حول سلوك المبدع بخاصة والإنسان بعامة على إحباط العمليات الإبداعية، على الإبداع الموجودة لدى كل إنسان مثبطة ،