في الوقت ذاته فثمة واقع عربي يعد التردي من أبرز سماته. وغياب المشروع أو الحلم المشترك، وتراجع الحس والانتماء القوميين، والعصبيات الجهوية، بل إننا قرأʭ كتاʪت لنفر ʭهيك عن الإسلامية، يبشرون đا بين الناس. وأرجو ألا أكون مفرطا في التشاؤم إذا قلت إن الانتماء العربي في هذه الأʮم لم يعد مصدرا للاعتزاز بين أعداد غير قليلة من المثقفين. وحين يحدث ذلك -وأرجو أن أكون مخطئا في التقدير- فلا غرابة في أن فهو يعني أننا في حقيقة الأمر بصدد أزمة أمة لا أزمة لغة، وقد كان ابن حزم حصيفا وبليغا حين ذكر في كتابه (الأحكام): "أن اللغة يسقط أكثرها بسقوط هم - مثلا- ّ اعتزازا ʪللغة القومية في أزمنة تراجع الحس القومي، ويتعذر أن تجد تمسكا ʪللغة العربية في وقت يظن فيه أن