الكلمة، لأنه جاء من الله. وأن الانسان يريد أن يعيش بدون الله. وحسب يو، كل هذا يتضمّن أن الله ذاته هو نور، غير أن فكر يوحنا ينطلق بشكل خاص من العهد القديم حيث النور يرمز إلى الله، ولا سيّما حين يكشف عن نفسه من خلال النار والنور. أش 49: 6). واللفظ الثاني: القداسة. فالنور يرمز إلى كمال الله. والمقابلة بين الخبر والشر من جهة، والنور والظلمة من جهة أخرى، وأبرز الفكرة حين كرّرها في شكل سلبيّ: "لا ظلام فيه". بل أن الحياة في الظلمة لا تتوافق مع الشركة مع الله، ب- إذا قلنا (1: 6) أما إذا قلنا. ويردّ الكاتب في كل حالة، عندئذ، وجاء جواب الرسالة: ما زالوا عائشين في الظلمة هم يعيشون في هذا العالم الذي يتعارض مع الله (2: 15- 17) ويتميّز بالظلمة. ولا أن يسقط. بل يقيم في الخطيئة. لأن الشركة مع الله تعني مسيرة في النور. أما العيش في الخطيئة فتعني مسيرة في الظلمة. لا يمكن أن يقول الشعب: نحن نشارك الله وفي الوقت عينه نسلك في الظلمة. فنحن أمام تعارض لا يقبل به أحد، كما لا يقبل به يوحنا. ج- دمه يطهّرنا (1: 7) من يدخل في طريق النور ليس بنور. لأنه يأتي من الله الذي هو نور. وتصبح شركتنا مع الآخرين وهمًا وسرابًا. وبما أن المشاركة مع المسيحيين تتأسّس على الشركة مع الله، فهذا الانقطاع يتضمّن خسران عمل الخلاص والمصالحة الذي تمّ بموت المسيح على الصليب. يشارك في دم المسيح "الذي يطهّرنا من كل خطيئة". هنا يصل الكاتب إلى تعارض بين عيش في النور وعيش في الظلام، إلى جواب حول وحي الحقّ الذي يبيّن لنا كيف يجب أن نعيش. العيش في النور هو مجيء إلى عالم نجد فيه الله بالذات. ينتج عن هذا أن الذين يعيشون في النور يشاركون الله. وهو الآن يستعمل صيغة التكلّم الجمع (نحن، كما يفعل الواعظ) الذي يتضمّن الجماعة والكاتب والقرّاء، فيظهر له في هذا النور ما يفصله عن الله. فدم المسيح ابن الله طهّره من الخطيئة. وكان يُرشّ على مقدّمها الذي ينعم بنتائجها. د- طريق مسدودة (1: 8) الخطيئة طريق. لأنها تبدو وكأنها تنكر ضرورة الخلاص، وبالتالي صدق كلمة الله. إذا كان الانسان يظنّ أنه يقدر وحده أن يحيا بلا خطيئة فموت المسيح يبدو بلا فائدة. فمن أنكر خطيئته، ولكن الشرط هو هو: يجب أن نقر بضلالنا وجهالاتنا. يقدّم الكاتب الموقف المعاكس. أظهر ليعقوب أمانتك، وفكرة التطهير من الخطايا تجد امتدادًا لها في عبارَتي غفران الخطايا والتنقية من اللابرّ. ونشير إلى أن التطهير يدلّ على نجاة من عقاب ومن قوّة الخطيئة في قلب الانسان. وما اكتفى يوحنا بالقول إنهم يخدعون أنفسهم، ولكن كل هذا يبقينا على مستوى البشر، وبما أن الله نور، فلا يمكن أن ننتظر الانسان إلاّ بالنسبة إلى هذا النور. فمن أراد أن ينقطع عن النور، وندمّر كلمته. ما هو دور دم يسوع؟ عند ذاك نعتبر أننا نحمل الخلاص لنفوسنا، ولا ننتظر الخلاص بقدرة الله. كما لا يتوقّف فقط عند مجيء ابن الله تاركًا موته على الصليب. وماتت. راح يسوع إلى الصليب بإرادته، وكلام يوحنا لا ينحصر في الماضي. فمن اعترف بخطاياه،