لذلك، سنقوم باستعراض معاني (الأم) أو (الأمة) في اللغة العربية، بهدف الوصول إلى المعنى الدقيق لكلمة (الأمي)، فالأمّ: "أما الهمزة والميم فأصل واحد، وهذه الأربعة متقاربة، فالمراد من ذلك المرجع، ونسبة إلى جماعة العرب. وأُفيدت أيضًا بأنها الإمامة، وهي أيضًا تعني اليد. أما (أمّة) فهي تعني الرجل الذي يجمع بين الفضائل ويُعتبر قدوة للآخرين( ). والرجل الذي يُؤتم به( )، سميت بذلك لأنّ ولدها يؤمها ويتبعها، أي: أصل يرجعون إليه"( )، فالأمي هنا هو المقصود الذي يجب أنْ يُقصد في أمور الدين. أمّه يؤمه أمّا إذا قصده. ويحتمل أنْ يكون الأمّ أقيم مقام المأموم، أي: هو على طريق ينبغي أنْ يُقصَد، وإنْ كانت الرواية بضم الهمزة فإنه يرجع إلى أصله. في هذا السياق، وكذلك عن العلم الذي يتبعه الجيش كرمز للقيادة والإرشاد، وأيضًا تشير إلى العالم الذي يُعتبر مرجعًا ومصدرًا للمعرفة. وتأميت، وقالو: "ثمّ تصير الأمّة: الامام والرباني، فسمي أمة لأنّه سبب الاجتماع"( )، والأمة والأم واحد، والأمة العامة"( ). وقيل إن "الأمة" تشير إلى الفرد الذي يتبنى دينًا بمفرده، أي شخص يُبعث ليقوم بدور جماعة كاملة( )، عندما يستخدم القرآن النسب، أو غير ذلك. المعاني المحتملة لكلمة (الأميّ)، المشتقة من (الأمّ) و(الأمّة) سواء بفتح الهمزة أو بضمها، توضح دلالات متنوعة لهذه اللفظة دون التأثير على مقام الرسول ( ( أو عظمة رسالته. خاصةً أنها تتماشى مع السياق العام للآية التي تدعو إلى اتباع الرسول ( (، نجد من قرأ بفتح الهمزة يعتبر الاسم (الأمّة) من أصل الفعل "أمّ"، حيث يكون الاشتقاق مباشرة من الفعل. ومن قرأ بضم الهمزة يعتمد على استعمال الاسم الأصلي (الأمّة)، أما إذا كانت النسبة إلى (الأمّة) فإن التاء التي تُعرف بـ "هاء التأنيث" تُحذف. وهي "تحذف من الاسم، وينسب إلى الاسم ولا هاء فيه"( )، حذف التاء في النسب يعد من القواعد الثابتة التي يلتزم بها النحويون. ومن الجارية على قياس كلامهم حذفهم التاء ونوني التثنية والجمع"( )، فالأمَ والأمة "لحقها تغيير النسب"( ). فقد يشير مصطلح (الأُمِّي) إلى النسبة إلى (أمّ القرى)، كما قال الله تعالى: ﱩﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﱨ [الشورى: 7]، جاء في القرآن قوله تعالى: ﱩﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﱨ [الأعراف: 94]، وعليه يُسَمُّونَ (المُدُن): (قُرَى)، فكان يُطلق على مكة اسم "أمّ القرى"، بمعنى (أمّ المدن)، نظراً لمكانتها المركزية في حياة العرب من الناحيتين الاقتصادية والدينية. خاصة من الناحية الدينية( )؛ لما كان لهم من دور بارز في وضع الخطط لحماية العرب وأصالتهم، "( ). ومع ذلك، لأن القاعدة النحوية العربية تنص على أن النسبة تكون إلى الجزء الثاني من المركب الإضافي وليس إلى الجزء الأول. على سبيل المثال، النسبة إلى (أمّ قصر) هي (قصري)، والنسبة إلى (أبي الخصيب) هي (خصيبي). يجب أن تكون النسبة إلى (أمّ القرى) هي (قروي)، أي إلى الجزء الثاني (قرى)، وليس إلى الجزء الأول (أمّ)( ). وبهذا فإنَّ هذه النسبة قد تلتبس بالنسبة لكلمة (قرية)، حيث أن النسبة إلى (قرية) هي (قروي)، واللغة العربية عندما تضيف (رجل) إلى (رجل) لتجعل منه جزءًا من عائلة ذلك الرجل، وكذلك الحال عندما تضيف الاسم إلى بلد لتجعل منه من أهله، فإنك تلحق ياءي الإضافة أيضًا. والنسب والنسبة يشتركان في المعنى، بناءً على ذلك،