خلال إدلاء كيرت فولكر، المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، بشهادته أمام الكونغرس في إطار إجراءات مساءلة دونالد ترامب، سلم رسائل نصية واتصالات قد تضع الرئيس في مشكلة حقيقية. فقد وثقت هذه الرسائل سعي إدارة ترامب لدفع الحكومة الأوكرانية للتحقيق في شركة أوكرانية لها صلات بابن منافس محتمل في السباق الرئاسي الأمريكي المرتقب، وكذلك المزاعم حول القرصنة الروسية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016. وبينما يقول نواب جمهوريون إن هذه الرسائل لا تعكس الصورة الكاملة للجهود الدبلوماسية لإدارة ترامب ودوافعها، فإن تلك الرسائل نفسها تعد دليلا على ما يراه الديمقراطيون إساءة لاستخدام السلطة. ويصر ترامب والمدافعون عنه على أن الرئيس لم يتعهد بتقديم أي شيء في المقابل لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن الرسائل النصية تشير إلى سيناريو مختلف. ويظهر من الرسائل تنسيق الدبلوماسيين الأمريكيين حول إعلان أوكرانيا إجراء التحقيق. وتفيد المراسلات بأن مسودة بيان الرئيس الأوكراني يجب أن تتضمن إشارات إلى انتخابات 2016 وشركة بوريسما Burisma، التي عمل بها نجل بايدن. كان من الواضح ما سيقدمونه إلى الأوكرانيين في المقابل: بالإضافة إلى إعادة المساعدات العسكرية الأمريكية، التي كان قد تم تعليقها من جانب البيت الأبيض، لا نحتاج خيالا كبيرا لرسم خط مستقيم بين العرض والطلب، فقد كان لدي دبلوماسي أمريكي واحد على الأقل، وهو القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى أوكرانيا بيل تايلور، لقد كان قلقا من أن تأجيل إقرار الكونغرس المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، وسيضع أوكرانيا في موقف محفوف بالمخاطر. وفي رسالة من تايلور إلى غوردون سوندلاند، ورد سوندلاند على الرسالة بعد خمس ساعات، ثم طلب التوقف عن إرسال الرسائل النصية حول هذا الموضوع. وكان هناك رسائل نصية أخرى بين الثلاثي تايلور وسوندلاند وولكر، وتورط أوكراني محتمل في القرصنة عام 2016 ، وهي الخطوة المهمة التي سيعتمد عليها الجمهوريون في مهاجمة بايدن وتقويض حملته الانتخابية في 2020، حتى لو لم تسفر هذه التحقيقات عن نتائج ذات بال في أوكرانيا.