وتعزف أجمل ألحان قطرات المطر المتساقط على الأرض وتتراقص قلوبهم، تلامس مياه المطر أيديهم فيجري فيها التفاؤل والحنان . إلا رجلًا كان في بيته الخشبي المظلم ذو الرائحة النتنه الأشبه بالقمامة ، جالسًا في أريكته الممزقة ذات اللون البني. عيناه باهتة وغارقة بالهالات السوداء تعكس غياب الحيوية ، تحمل عبء الافكار الثقيلة كالغيوم المحملة بالمطر ، كان ينظر إلى المطر ، حيث انعكست قطرات المطر على زجاج النافذة كدموع صامتة ، انتهت قطرات المطر اللطيفة ولكنه لا يزال غارقًا في أمواج الماضي. تسللت اشعة الشمس الخفيفة ، وجلس يفكر وتشتت أفكاره ، فذهب للمطبخ ووجده فارغًا ، جلس على الاريكة يفكر بالخروج أم لا ، ولكن عندما نظر إلى شروق الشمس الجميل وشم رائحة المخبوزات اللذيذة ، شعر بالأمان قليلاً ، فذهب إلى المتجر المعتاد ، التي تديره امرأة عجوز تقترب من السبعين تقريبًا، عندما رأته جاءت مسرعة وعينها ذرفت دموعًا خفيفة ، و ابتسامة رقيقة تشق جبينها. أمسكت بكتفه وقالت ببهجة : "أين كنت؟ ظننتك ميتًا! لم أرك منذ مدة!" لم يعبّر عن أي ردة فعل ؛ لانها ليست المرة الأولى التي يسمع منها هذا الكلام ، "هل انت خجول لهذه الدرجة ؟ لم اسمع صوتك قط. تكلم يا بني ، فأنا بحسبة امك. شكرها بصوتٍ خافت وأخذ الكيس ودفع مبلغه وذهب. وهو يمشي للعودة إلى بيته قرر أن يسلك طريقًا مختصرًا ؛ بين إشراق الشمس الدافئ ، ورؤية الأشجار ترقص تحت لحن نسمات الهواء الذي يلامس وجهه برقة. تأمل صنع الخالق ، وهو يمشي مذهولًا من جمال الطبيعة وجد بئرًا ، فتبسم إبتسامة تحمل آثار التعب وقال : " لم أتوقع أبدًا أنني أصدق خرافة كتلك" ، وتمنى أن يعيش في سلامٍ وهدوء، حياة مليئة بالسعادة والسكينة ، ضحك مستهزئًا من نفسه، سمع صوتًا مخيفًا صادر من البئر ومع انعكاس الصدى ويقول:"ستتحقق أمنيتك" سقط الرجل مذعورًا، خرج من الغابة مسرعًا .