يتناول النص مفهوم ما بعد الحداثة، الذي يُوصف بأنه غامض وغير محدد، وينبع من حقول معرفية متنوعة كالفلسفة والفنون والعلوم الاجتماعية. مع عدم وجود تعريف موحد، يتفق معظم الباحثين على أنه رد فعل على الحداثة ورفضٍ لأسسها الفلسفية والمعرفية. فبينما ارتبطت الحداثة بالوحدة والسلطة واليقين، تُرتبط ما بعد الحداثة بالانفصال، النسبية، والشك. وهو فكر تقويضي يعارض الكليات سواءً كانت دينية أم مادية، ويتدرج من رفض الغلو العقلاني إلى موقفٍ عدائيٍّ تجاه العقلانية نفسها. يُنسب أصل الفكر إلى نيتشه الذي شكك في إمكانية الوصول للحقيقة، وتلاه فوكو الذي نادى بموت الإنسان. كما يُذكر تونيبي الذي استخدم المصطلح لوصف سمات المجتمع الغربي بعد منتصف القرن العشرين (اللاعقلانية والفوضوية والتشويش)، قبل أن ينتشر في مجالاتٍ فنية وأدبية أخرى.