خلص الباحثون الغربيون، اعتماداً على نقوش خط المسند، إلى أن العرب الجنوبيين في اليمن ليسوا من هجرة بابل، بل من موجة سامية وصلت في أواخر الألف الثاني وبدايات الألف الأول قبل الميلاد، متجهة من شمال الجزيرة العربية إلى جنوبها. تضمنت اليمن ممالك عدة: سبأ (مأرب)، ومعين (جوف اليمن)، وقتبان (تمنع)، والأوسانية، وحضرموت (شبوة). سيطرت معين في القرن العاشر قبل الميلاد على قتبان وحضرموت، ووجدت نقوشها في شمال الحجاز. غلب السبائيون في القرن السابع قبل الميلاد، ثم الحميريون في القرن الثاني قبل الميلاد، متاجرين مع الهند ومصر. أثر الرومان سلباً على تجارة الحميريين في القرن الأول قبل الميلاد. حارب الحبشة اليمن في القرن الرابع الميلادي، تلاها هجرات يمنية شمالاً، ما أدى إلى هيمنة العربية الشمالية. في القرن الخامس الميلادي، انتشرت المسيحية في نجران، فحاربها ملوك حمير، حتى غزاها الأحباش عام ٥٢٥م، ثم الفرس الذين اعتنقوا الإسلام عام ٦٣٨م، ليصبح اليمن تحت الحكم الإسلامي. يُشدد النص على أهمية دراسة الحضارات السابقة لفهم عظمة الحضارة الإسلامية الحديثة.