أ ) الذات المقدسة : إن الكلام على ذات الرب تبارك وتعالى معناه تقرير حرمة التفكر فيها، ولا ستحالة إدراك ذات الله تعالى عقلاً ؛ وهو الخالق لها سبحانه وتعالى، كما لا يكون شبيهاً له بحال من الأحوال. وأنها . موصوفة بصفات عليا لا تشبه تشبه ! الصفات، ووصف نفسه بصفات عليا، وندعوه، ويستجيب لنا. هذه عقيدة المؤمن في ذات الله تعالى فمن شبه ذات الله تعالى بذات المخلوقين، ومعرفة حقيقتها، فقد كفر وأشرك. ب ) صفات الله تعالى وأسماؤه: إن الله تبارك وتعالى وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بصفات عليا، وتعبد المؤمنين بالإيمان بها، وسمى نفسه تعالى بأسماء حسنى، فوجب الإيمان بذلك وقبوله، وإطلاقه عليه تعالى على ما هو مراده منه، فمن نفى عنه ما وصف به نفسه، ومن شبه تلك الأسماء والصفات بأسماء وصفات المحدثين فقد كفر وأشرك، إذ وكليهما كفر شنيع وظلم عظيم! فقد أخطأ، وجهل، وتكلف ما لم يكلف به، وفعل ما لم يؤمر به. ذلك كتأويل يد الله بقدرته فراراً من وصف الله تعالى بلفظ اليد، وكتأويل مجيئه تعالى لفصل القضاء بمجيء أمره، إلى غير ذلك من التأويل الذي عرف به أكثر علماء الخلف، ولم يعرف به أحد من علماء السلف. وبيان ذلك : أولاً : أن المؤول لم يرض الله تعالى ما رضيه له أعرف الناس به وهو رسوله . ثانياً: أن هذا التأويل لو أراده تعالى لنفسه الأمر به في كتابه، وخوفاً منه قد جهل حقيقة عظيمة هي استحالة وجود أى شبه بين صفات الله تعالى وصفات عباده ؛ ولهذا لو قال أحد يد الله كيد زيد أو عمرو، ومجيء الرب تعالى كمجيء خالد أو بكر،