توفيق الحكيم بين أهل الكهف ورحلة الغد استهل توفيق الحكيم حياته الأدبية بمسرحية « أهل الكهف ، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم توالى انتاج الحكيم الفكري ، وكان من بين مسرحياته الأخيرة قبل اتجاهه إلى مذهب العبث مسرحية « رحلة إلى الغد ، التي أصدرها بعد أهل الكهف بنحو ثلاثين عاما . والواقع إن هناك صلة قوية بين أول أعمال الحكيم الأدبية وهذه المسرحية وهي صلة يسمها الحكيم أولا بطابع شخصيته المميز وأسلوبه الذي يدل عليه ، وثانيا نجد هذه الصلة تقوي بين فكرة المسرحيتين بحيث يوجد بينها ترابط واضح . وقد عالج الحكيم فكرة الزمان في هذه المسرحية على أنه من خصائص الحياة الإنسانية ، لا تتحدد ولا تظهر معالمها إلا إذا قيست مقاييس العادات والأخلاق والتقاليد والبيئة ، وحينما بعث أبطال مسرحية « أهل الكهف من رقدتهم الطويلة التي استمرت ثلاثمائة من السنين وازدادت تسعا وخرجوا إلى الحياة التي كانوا قد غادروها إلى الكهف وجدوا الزمن قد دار دورة هائلة والحياة قد تغيرت بما فيها من عادات وتقاليد وأخلاق ،