فهو لا يُريد الكلمات والخطب الرنّانة، إنّما يُريد من أبنائه أنْ يفعلوا لأجله كلّ ما يستطيعون كي يكون دومًا في المقدّمة، فالوطن أغلى ما يملكه الإنسان، وحتّى الحيوانات والطيور والأسماك تنتمي إلى أوطانها، فحُبّ الوطن أمرٌ فطريّ عند جميع الكائنات؛ لأنّه أساس الحياة المستقرّة الآمنة۔ إذ يجب على أبنائه أنْ يُقدّموا له كلّ ما بوسعهم، وهو أغلى من الأبناء والأحفاد، ولو خُيِّرَ الناس بين التضحية بدمائهم وبين أوطانهم، لأنّ لا شيء يوازيها۔ فإنّه يظلّ أكبر من الوصف،