لقد مرت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام 1969 إلى اليوم بثلاث مراحل تغطي كل مرحلة منها قرابة عقد من الزمن، ومرحلة السعي إلى إحراز موطئ قدم أفضل في شؤون العالم، تطلب التحديات العالمية من البلدان النظر في تطبيق إصلاحات سياسية ترمي إلى ضمان سيادة القانون ومبادئ الديمقراطية. كما تجبر النشاطات الاقتصادية على التركيز على المعرفة والبحث والتكنولوجيا والابتكار. من أجل بحث الوضع العام للعالم الإسلامي، جهود المملكة في التضامن الاسلامي تعود الى مرحلة التاسيس على يد المغفور له باذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز الذي كان أول حاكم مسلم يدعو إلى التضامن الإسلامي، إذ دعا رحمه الله إلى أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام وذلك في عام 1345 ه بحضور وفود من الدول الإسلامية. بات العمل على وحدة صف المسلمين والتضامن فيما بينهم والتعاون والتكافل، أن المملكة في كل مؤتمرات القمة الإسلامية بل وفي كل مؤتمرات وزراء الخارجية للدول الإسلامية تلعب دورا رائدا نحو تحقيق هدف التضامن الإسلامي كمهد لرسالة الإسلام ومهبط للوحي، فإلى جانب مكانتها الروحية في العالم الإسلامي سعت إلى تدعيم التضامن الإسلامي بكل إمكاناتها الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. أن الذي ساهم على تبني المملكة العربية السعودية للتضامن الإسلامي يكمن في تمتع المملكة بمكانة روحية عالية بين الدول الإسلامية حيث تنعم بوجود غالبية المقدسات الإسلامية وهي مهبط الرسالة الإسلامية فكل ذلك أكسبها مكانة إسلامية مرموقة بين الدول الإسلامية ولكي تأخذ موقع الطليعة بين هذه الدول، فإن التضامن الإسلامي يأتي في مقدمة منطلقات السياسة الخارجية السعودية حيث يأتي المنطلق الأول والثاني في داخله فحماية الأمن الوطني والمصلحة الوطنية السعودية هو تدعيم للتضامن الإسلامي حيث تعد المملكة جزءا لا يتجزأ من العالم الإسلامي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن التزام المملكة بالتضامن العربي يأتي في سياق وإطار التضامن الإسلامي حيث بلغ إجمالي المساعدات والقروض التي قدمتها المملكة للدول النامية عبر القنوات الثنائية ومن خلال المؤسسات متعددة الأطراف خلال الفترة من 1991 إلى نهاية عام 2008م نحو 120. ودعمت صندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي بمبلغ مليار دولار إضافة إلى مساهمتها في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية وتجاوز ما قدمته المملكة من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة المنصرمة 100 مليار دولار استفاد منها 95 دولة نامية ويمثل هذا المبلغ 4 في المائة من إجمالي الناتج الوطني للمملكة وهى نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة. ان المملكة تقوم بواجبها تجاه الدول الاسلامية على اكمل وجه، فقد أقامت المملكة عديدا من المؤسسات الدعوية والهيئات الإسلامية لتبليغ دعوة الإسلام، داخل المملكة وخارجها لتكون حلقة وصل بين أقطار العالم الإسلامي وميدانا لتناول شؤونهم ومدخلا لتوحيد كلمة المسلمين وتضامنهم، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وفي مجال إنشاء المراكز الدعوية والتعليمية في الخارج نرى مواقف المملكة الداعمة لكل ما يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة ونشر العلم الشرعي بينهم وتثقيفهم بالعقيدة الصحيحة. مما يدل على الدور الريادي الذي تضطلع به حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة في رعاية الأقليات والجاليات الإسلامية في كل بقاع الأرض. فقد كثفت وزارة الشؤون والإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة جهودا لنشر الدعوة الإسلامية بين الشعوب غير المسلمة في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، والإعلام بشرائع هذا الدين الحنيف.