أولاً: الأمن القومى العربى وصراعات الإقليمية والعالمية فى الوقت الذى أخذ فيه النظام الدولى يشهد تطورات مهمة فى هيكليته منذ سقوط فقط على عضوية الدول إلى نظام عالمى يجمع بين عضويتة الدول من ناحية، المنظمات والهيئات ذات التأثير القوى فى السياسة الدولية مثل المنظمات الإقليمية بعد إلى نظام أشبه بـ "اللا قطبية"، أمًلا فى أن يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، مهمًا لدور الأقاليم على حسابقيادة النظام العالمى وأيضًا حساب دور الدولة الوطنية، تتفوق على علاقتها بقيادة النظام العالمى ومنظمته العالمية (الأمم المتحدة). هذا الإتجاه إلى تدعيم دور الأقاليم من ناحية، وسياسات التعاون والإعتماد الإقتصادى المتبادل والتكامل الإقليمى من ناحية أخرى الذى أصبح أحد أهم معالم النظام العالمى لم يكن له أى وجود فعلى فى إقليم الشرق الأوسط، وليس إلى الإعتماد المتبادل والتكامل الإقتصادى بين دوله. يكاد يكون الإقليم الوحيد فى العالم الذى يشهد أعلى درجات العسكرة، • الأمن القومى العربى وصراعات الإقليمية والعالمية • العرب وإيران وخريطة الصراعات والتحالفات الإقليمية • العرب والموقفمن إيرانكمصدر للتهديد إیران والأمن القومى العربى 2019/11/3 ومعظم القواعد العسكرية ابتداءًا من حرب الخليج الأولى التى امتدت ثمانى وتحركات القطع العسكرية التى تخص دول الإقليم والدول الحليفة لها، والاعتماد المتزايد على التحالفات الإقليمية والدولية فى الإقليم. لما يجرى من مناورات عسكرية على أرض الإقليم كافية للكشف عن أبرز فإذا كانت إيران تتفرد عن غيرها من دول الإقليم باعتمادها على الذات فى فإن هذا الاعتماد على الذات والمناورات الانفرادية دون مشاركة أى أطراف أخرى إقليمية أو دولية، إيران لحصار أمريكى منذ العام 1981 ، وهو الحصار الذى فرض عليها اللجوء الإضطرارى إلى سياسة الاعتماد على الذات اقتصاديًا وعسكريًا، وحال دون انخراط إيران فى تجمعات إقليمية أما دول مجلس التعاون الخليجى التى تعتمد بدرجة كبيرة على الدعم العسكرى الأمريكى يجعلها على مستوى التفاعلات السياسية والعسكرية أكثر "عولمة" أو "دولنة" من كونها والأكثر من ذلك أن الحروب التى تدور على أرض دول هذا الإقليم الشرق أوسطى أضحت هذا يعنى أن إقليم الشرق الأوسط، وفى القلب منه النظام العربى وخاصة جزئه الخليجى، دون غيره من الأقاليم فى العالم، وتجرى عولمته على حساب تحويله إلى كتلة أو جماعة اقتصادية ـ سياسة قادرة على التفاعل إیران والأمن القومى العربى 2019/11/3 الإيجابى مع المجتمع الدولى من المنطلق ذاته الذى أخذ يتعامل به النظام العالمى أى ابتداءًا من هذا التشخيص يجدر التساؤل عن تأثير هاتين الخاصيتين على الأمن القومى العربى وعلى أنماط التفاعل بين دول الإقليم وبالذات علاقات العرب بإيران، إقليمية داخل إقليم الشرق الأوسط تقتصر على الدول أعضائه، ربما تكشف حالة النظام العربى، مجرد قضية ذات أولوية طاغية على غيرها من القضايا على تجميع وجاءت حرب الخليج الثانية وتداعياتها، العربية ـ الإسرائيلية، الذى أضحى مبعثرًا مع غزو العراق واحتلاله، ومن بعده الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف الإقليمى الأوسع (نظام الشرق الأوسط)، حال التجمعات الفرعية فمجلس أفق لنظام أمن جماعى خليجى، بل أمنمنفرد لكل دولة خليجية على حدة. الناتو)، وسلطنة عمان، ودون أفق لأمن خليجى عربى، أما أما القلب العربى، ودمشق، فى وقت أضحى فيه العراق غارقًا تحت الإحتلال والتنافس بين أمراء الحرب الذىيكاد يحوله إلى أفغانستان أخرىمع اقتراب ففى وقت تتجه فيه القاهرة إلى مزيد من التطبيع مع الدولة الصهيونية، أضحت ثانيًا: العرب وإيران وخريطة الصراعات والتحالفات الإقليمية هذا الوضع الانقسامى للنظام العربى المقترن بافتقاد الفعالية سواء على مستوى القيام ظل بروز خريطة صراعات وتحالفات إقليمية جديدة وحدوث استقطاب حاد لقلب النظام وتركزه فى ثلاثة قوى إقليمية أساسية هى: إسرائيل وإيران وتركيا، وتحول العرب إلى مجرد طرف بدليل كل ذلك الفشل الذى منيت به "القمة العربية الاستثنائية" التى عقدت فى مدينة سرت الليبية 9 أكتوبر 2010 الذى عجز فيها القادة العرب عن التوصل كما عجزوا فيه عن إقرار مشروع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخاص ببلورة إطار تفاعلى عصرى وكما تعبر عنها خريطة توزيع القوة بين الفواعل الأساسية للنظام تقول أن هذا النظام يتجه إلى هيكلية قيادة ثلاثية متصارعة؛ أن تفرض نفسها كقوة إقليمية عظمىمسيطرة، تبدو أنها راضية بدور الموازن الإقليمى Balancer Regional فإنها أيضًا حريصة على أن تكون قوة منافسة على الزعامة الإقليمية وإن كانت تعطى الأولوية لعناصر القوة الناعمة دون نجاح كلمن هذه القوى الثلاثة فى تحقيق أهدافه من ناحية أخرى. فخريطة توازن القوى الإقليمية كما هى واضحة ومؤكدة تعبر عن حالة اشتباك بين مشروعات والمشروع التركى الذى مازال محكومًا بتفاعلات شديدة الخصوصية بين ما هو "أتاتوركى" وما بأبعادها الحضارية والتاريخية. العربية تعقيدًا، بعضه ناتج من خصوصيات المشروع الإيرانى وبعضه الآخر ناتج من تفاعلات حيث يظهر التنافس قويًا الإقليمية. هذا التنافس الإيرانى - الإسرائيلى على كسب تركيا كحليف إقليمى يزيد من تعقيد خريطة التفاعلات الإقليمية أمام العرب الذينيراهن بعضهم على تركيا كموازن إقليمى لإيران ويراهن وفى ظل من التراجع الأمريكى للربط بين المفاوضات المباشرة وتجميد سياسة الاستيطان الإسرائيلى. ضمن هذا التعقيد تفرض خصوصية نظام الجمهورية الإسلامية نفسها على الإدراك السياسى التحالفات والصراعات الإقليمية، فنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكن وصفه بأنه "نظام ثورى" يسعى إلى التغيير كما يمكن وصفه بأنه "نظام أيديولوجى الذى يعنى التبرؤ من الظلم والاستكبار العالم، كما أن هذا النظام يوصف أخيرًا بأنه "نظام طائفى - مذهبى" حيث تنص المادة رقم 13 من الدستور على أن "الدين الرسمى لإيران هو الإسلام والمذهب هو الجعفرى الاثنى عشرى"، ويحمل إسلام طائفى شيعى، بمعنى آخر هل الجمهورية الإسلامية مشروع إسلامى عالمى أم هى مشروع شيعى طائفى؟ على المستوى الرسمى هناك نفى قاطع لأى اتهامات لمشروع النصف الآخر. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية ترتكز فى الواقع على دعامتين على نحو ما ينص الاسم: الجمهورية (أى المصلحة) والإسلامية أى الأيديولوجيا. ومن الإسلامكأيديولوجية. aspx 7/15 وهذا هو جديد الجمهورية لكن المذهبية الشيعية تضيف أعباًء والتزامات أخرى علىكاهل هذه الجمهورية. هذا يعنى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست كلها إسلام وأدوار والتزامات إسلامية أو حتى طائفية شيعية لكنها أولاً دولة إيران بمجتمعها وأصوله الاجتماعية التعددية التى تتكون منقوميات وأديان وطوائفمتعددة وبمصالحها القومية ومتطلبات الأمن القومى الإيرانى. ورغم ذلك استفادت من مصادرها واكتسب قدرات مادية وعلمية وعسكرية ومكانة سياسية فى العالم العربى وفى الأقاليم المجاورة وفى العالم، وهى تعيش حزمة من علاقات التعاون وعلاقات الصراع وهى لذلك تعيش معضلة الإدراك الملتبس لدى العالم العربى بين من يراها مصدرًا للتهديد ومن يراها حليفًا محتمًلا ومن يراها شريكًا استراتيجيًا بسبب سياساتها التى تخلط بين البراجماتية السياسية التى تعبر عن مصالح وطنية صراعات سياسية وطائفية مع نظام حكم طالبان فى أفغانستان وصراعات سياسية وعسكرية دامية امتدت ثمانية أعواممريرة من الحربمع نظام صدام حسينفى العراق. إيران لم تؤكد انحيازها للغزو الأمريكى للعراق فقط بل انحازت إلى السياسات الأمريكية فى العراق على الأقل فى الفترة من 2003 - 2005 بسبب المكاسب التى حققتها هذه السياسات الأمريكية فى العراق لإيران من منظور المصلحة ومن منظور مكونات المشروع الإيرانى فى العراق وعلى الأخص منع قيام نظام عدو لإيران فى بغداد، حساب السنة، الشيعة سياسيًا فى الدول المجاورة، وبسبب هذا الخليط أيضًا انحازت إيران إلى مشروع المقاومة فى لبنان وفلسطين بدافع من aspx 8/15 وبوعى ثانيًا بأهمية هذا الدور من أجل كسب مصداقية وشرعية للمشروع السياسى الإيرانىفى المنطقة الذىيهدف إلى توسيعمناطق النفوذ وخلق قوى وهو صراع يعكس قدرًا لا بأس به من الصراع على الزعامة الإقليمية. لكن الحصار والاحتواء تحول إلى سياسة مواجهة وتهديد عسكرى عسكرى وبسبب الدور الإيرانى المناهض لمشروع السلام الإسرائيلى - الأمريكى (فرض بعد عام 2005. وبسبب هذا الخليط أيضًا تقع إيران فى ازدواجية المبادئ بين الحرص على تأكيد دورها فى الدفاع عن استقلالية وحريات الشعوب والتواصل مع القوى العالمية المناهضة للإمبريالية وبين تورطها فى ممارسات من إرث الإمبراطورية الإيرانية الشاهنشاهية التى لا تخلو من ممارسة الاستكبار التى تزعم محاربته على نحو والتلويح بين حين وأخرى بتبعية البحرين للأرض الإيرانية، وبسبب كل هذه الممارسات فإن إيران أضحت متهمة بأنها "دولة مارقة" من جانب الأمريكيين ولذلك وضعت على رأسمجموعة دول "محور الشر" فى و"محور للاعتدال" المشروع الإيرانى المحاصر أمريكيًا وإسرائيليًا والمختلف حوله عربيًايعانى داخليًا وإقليميًا لكن رغم هذه المعاناة فإنه يتقدم ويحقق نجاحات تحسب له فى العراق ولبنان وعلى صعيد البرنامج النووى وعلى صعيد تحالفاته الإقليمية خاصة مع سوريا وتركيا ومنظمات المقاومة مهمة فى هذا النظام الذى لميتشكل بعد. ثالثًا: العرب والموقف من إيران كمصدر للتهديد تشكل إيران إشكالية شديدة التعقيد فى الإدراك السياسى العربى لأنها بقدر ما يمكن التعامل ويبقى الاستثناء محدودًا فى الإدراك السياسى الذى يتعلق بخصوصية مسألة إدراك والعامل الثانى، فبالنسبة للعامل الأول الخاص بالتعقيدات الشديدة التى تحيط بعملية إدراك التهديد يمكن إرجاعه إلى الدور شديد الأهمية الذىيلعبه التهديد أو بمعنى أصح إدراك التهديد فى تحديد أنماط التفاعل بين الدول، هل هى أنماط تفاعل تعاونية أم صراعية أم هى تفاعلات تقع على وبناًء على هذا الإدراك تتحدد رؤية دولة لدولة أخرى وللعلاقاتمعها هل هى صداقة أم عداوة أم تنافس؟. والاقتصادية لهؤلاء القادة، للأوضاع السياسية داخل الدولة من ناحية الاستقرار أو عدم الاستقرار، المختلفة، الدولة المعنية المعرضة للتهديد، وعلى ميل للدولة المعنية، عدائية مباشرة وممارسة أنشطة عدائية صريحة. وتكتسب التهديدات أولوياتها حسب تدرجها فى نوع ومستوى الخطر الذى توحى به: هل هى تهديدات عسكرية أم سياسية أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية، ديمقراطيًا أم شموليًا، لشرعيته دورًا مهمًا فى الاستجابة أو عدم الاستجابة، المختلفة من التهديدات. وعلى الرغم من كل هذه العوامل الداخلية والإقليمية التى تتحكم فى عملية إدراك التهديد aspx 10/15 وعلى الرغم من كل هذه العوامل الداخلية والإقليمية التى تتحكم فى عملية إدراك التهديد أو ما يسمى بدور القوى الخارجية يلعب دورًا أساسيًا ومؤثرًا جدًا فى إدراك دولة ما للتهديد من أعضاء النظام، بإدراك أو عدم إدراك التهديد. وبالنسبة للعامل الثانى الخاص بإيران فإن سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية التى ترتكز الإمبراطورى وأفق من التطلع للقيام بدور الدولة الإقليمية المهيمنة تجعل من الصعب بسياسة الموالاة للمستضعفين والعداء للمستكبرين (مبدأ التبرى والتولى) يدفع إيران كما سبق وأشرنا إلى التورط فى سياسات ومواقف عدائية أحيانًا ويجعلها أيضًا حريصة على مد جسور المودة والتعاون فى الوقت نفسه، الأمر الذى يحدث قدرًا لا بأس به من الإرباك فى التطلع للتمدد والهيمنة، حليفًا محتمًلا لهذه الأطراف ضمن صفقة تاريخية يدفع ثمنها العرب). إدراكات ليست تحدث عنه كلمنكانتورى وشبيجل ووصفاه بـ"طيف العلاقات" Relations of Spectrum The. هذه الإدراكات العربية المتعددة والمتباينة لإيران لا تقتصر فقط على مستوى إدراك الدول ففى الوقت الذى ترى فيه حكومات عربية أن إيران مصدر للتهديد، الأكثر من ذلك أن التعدد فى الإدراكات يأخذ أحيانًا تنوعًا فى الإدراك الواحد، بمعنى أن دولة عربية قد ترى أن سياسة إيرانية ما تعتبر تهديدًا فى حين لا ترىفى سياسة إيرانية أخرى تهديدًا. فعلى سبيل المثال قد ترى دولة عربية أن استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث تهديد كذلك ينقسم الإدراك لكن من يرفض الدور الإيرانى فى العراق قد ولعل فى دراسة مستقلة aspx 11/15 التعقيد الذى يتعلق بهذا الإدراك خصوصًا إذا أخذت مثل هذه الدراسة بتحليل مقارن لهذا ومستوى الرأى العام. فمثل هذه الدراسة ستقدم لنا خليطًا متنوعًا من الإدراكات التى قد تبدو شديدة الغرابة بسبب من هذه المستويات. هذا التعدد والتنوع فى الإدراك العربى لإيران الذى يمتد بين أقصى عداوة وأقصى صداقة أو كأمر واقع لأسباب أخرى كثيرة منها: 1 -أن واقع التقسيم والتجزئة للوطن العربى الذى فرض وجود 22 دولة عربية تحظى بعضوية النظام العربى ومنظمته الإقليمية (جامعة الدول العربية) حال دون وجود إدراك عربى واحد وتعدد وتباين التحالفات والعلاقات بين هذه الدول وإيران، تتشابك فى صراعاتمع إيران. 2 -هذا الانقسام الذى حال دون وجود إدراك عربى واحد للأمن القومى العربى ومصادر تهديد فقد كشفت دراسة حديثة بعنوان "تهديدات الأمن القومى العربى" أن الوطن العربى ينقسم إلى خمسة أقاليم فرعية لكل منها بيئتها الجيوستراتيجية الخاصة التى تؤثر بقوة على رؤيتها الأمنية وإدراكاتها وإقليم القرن الأفريقى، أفرز تنوعًا وتباينًا فى إدراك مصادر التهديد لكل نظام فرعى من هذه الأنظمة الخمسة. ومن تباين إدراكات كل نظام أمنى فرعى عربى لإيران كمصدر للتهديد. فإيران تحتل المرتبة الثالثة كمصدر للتهديد فى إقليم المشرق العربى بعد وتهديد الاختراق الإمبريالى المتمثل بالوجود الأمريكى الاحتلالى فى العراق، ثم التهديد البيئى وأخيرًا وبعدها التهديد غياب إسرائيل كمصدر للتهديد بالنسبة لإقليم الخليج. ثم التهديد الإسرائيلى، aspx 12/15 كما غابت إسرائيل هى الأخرى محدد بعينه لإيران وتفرض الالتباس فى الإمساك بمثل هذا الإدراك حيث تفرض إيران نفسها أحيانًا كمصدر للتهديد (فى العراق والخليج) وحيث تفرض نفسها أحيانًا كدولة صديقة بل الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006 ، ثم لقائها فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع وزراء خارجية دول هذا الاستقطاب الذى أرادته واشنطن كشف الرئيس الأمريكى جورج بوش عن قاعدة الفرز بوش طالب الدول العربية أخرى فى مايو 2008 على هامش مشاركته فى ما سمى بـ "العيد الستينى لتأسيس دولة حيث ركز على وصف إيران بأنها المصدر الأساسى للإرهاب ولدعم الإرهاب فى الله وحماس". السفير اليبروتية نشرها كاملة فى 26 فبراير 2008. واستخلص منها المحللون الأمريكيون أنهم يواجهون خطرين أحدهما يهدد استمرار الهيمنة الأمريكية على النفط العراقى، فى العالم العربى، وتم الانتهاء منها فى أواخر عام إنها بحر من التغييرات"، لكن أهم ما فى هذه الاستراتيجية هو تلك الإدراكات الأمريكية الجديدة لإيران كمصدر للتهديد كما نقلها هيرش وما قاله بأن دولاً عربية ليست فقط على اتفاق كامل مع يفوق مايمثله المتطرفونمن أهل السنة الذين هم ويقول ثانيًا أن مواجهة هذا الانبعاث أو "الخطر الشيعى" وما أخذ يعرف بـ "الهلال الشيعى" تسيبى ليفنى أنها تسعى للتحالف مع "الدول السنية" أو "الحلف السنى" فى المنطقة مجمل هذه التوجهات الأمريكية - الإسرائيلية بمشاركة أطراف عربية أخذت تدفع بفرض حالة جديدة من الاستقطاب الإقليمى بين محورى"الاعتدال" و"الشر" أو "الممانعة" حيث أضحت إيران هى المعنية بالشر بصفة أساسية وهى المقصودة بالعداء. بينما أكدت وهى الأطراف المتهمة بعضوية محور الشر مع إيران خاصة سوريا وحزب الله وحركة حماس. عربية فى المشروع الأمريكى الجديد فى الوطن العربى، لإدراكات الدول العربية لإيران بين موقف يرى إيران مصدرًا للتهديد وموقف آخر يراها حليفًا فهو وهذا هو الأهم القاسم المشترك لكل المواقف العربية، org/ar/ResearchAndStudies/Pages/art7. فهى متحركة بين محورى "العداوة - الصداقة"، وأن القضايا الخلافية والمتنازع عليها هى العامل الحاسم، أى أن الإدراك يتعلق بسياسات إيران إزاء قضايا معينة أكثر منكونه إدراكًا لإيران نفسها التى تحظى بمكانة مهمة فى الإدراك العربىممتدة فى أعماق التاريخ العربى الإسلامى. وهكذا نستطيع أن نقول أن إيران ستظل تمثل إشكالية فى الوعى السياسى العربى وفى الإدراك السياسى العربى إذا بقيت الأمور على ما هى عليه، وإذا استمر الصدام الإيرانى - الأمريكى، حرصها علىفرض نفوذها داخل العراق والانحياز لطرف عراقى دون الآخر. باعتبارها، فإيران تبقى مع تركيا أهم ركائز تنمية الحضارة العربية الإسلامية، لقد قامت هذه الحضارة ويبقى التطلع إلى مستقبل حضارى واعد فالنظام الإقليمى للشرق الأوسط يضم الآن ثلاثة قوى إقليمية أساسية هى: إسرائيل وتركيا وإيران، فى ظل غيبة عربية مفزعة. ولذلك فإنه إذا كان العرب مطالبين بالتحول إلى قوة قادرة علىموازنة القوى الثلاث الكبرى للمشروع الأمريكى"، هذان الخياران هما أبرز تفاعلات ما نسميه بـ "مستطيل صراعات الهيمنة" التى تتركز فى الأنماط التفاعلية التالية: 1 - تفاعلات التعاون بين إيران وتركيا والعرب (مثلث النهوض الحضارى). أنماط التفاعلات الثالث والرابع مستبعدان فى ظل تباعد المصالح بين أطرافهما وبالذات من واقعية وليس أمام العرب سوى حسم خياراتهم، org/ar/ResearchAndStudies/Pages/art7. وبين خيارات دول وخيارات شعوب، النظم الحاكمة فى بعض الدول العربية للعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، تبدو الشعوب فى هذه الدول أكثر ميًلا للتقاربمع إيران. فى حين يبقى الموقف العربى من تركيا غامضًا ومترددًا، وفى حاجة إلى حسم لن نقدر عليه إلا بإعادة إحياء تلك الكتلة التاريخية التى منها يجب أن ينطلق العمل العربى الجاد لتحقيق المصالح والحفاظ على الأمن، عبر امتلاك مشروعه النهضوى، على أن يفرض نفسه كقوة فاعلة فى إدارة شؤون الإقليم الأوسع عبر علاقة شراكة وتحالف مع المشروعين الإيرانى والتركى، شراكة تقوم على أجندة مصالح مشتركة