أهمية القياس العلمي يعد القياس أمرا على جانب كبير من الأهمية في أي علم من العلوم فجميع العلوم تسعى لتطوير أساليب موضوعية دقيقة لقياس الظواهر المتعلقة بها من أجل فهم هذه الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بالعلاقات القائمة بين متغيراتها ومحاولة ضبطها والتحكم فيها فالتقدم العلمي يعتمد إلى حد كبير على تنثيب الظواهر والأحداث وصياغتها بأساليب موضوعية دقيقة بحيث تمكن الدارسين والباحثين والممارسين من التواصل فيما بينهم بلغة مشتركة متفق عليها كما تمكنهم من التقييم الموضوعي للنتائج التي يتوصل إليها العلماء وبدون هذه الأساليب يصبح تعريف المفاهيم والمصطلحات والقواعد المتعلقة بالظواهر المختلفة خاضعة للآراء الذاتية والأحكام الفردية وبذلك لا تكون هناك أسس متفق عليها في دراسة وبحث هذه الظواهر فالعلم نظام مفتوح نتائجه متداولة مما يستدعي أن تكون الإجراءات والاستنتاجات العلمية خالية من الغموض حيث يستطيع علماء مختلفون تكرارها والتحقق من صدقها وهذا لا يتأتى إلا إذا استندت هذه الإجراءات والاستنتاجات إلى أساليب قياس موضوعية وربما كان افتقار بعض العلوم في الماضي إلى مثل هذه الأساليب الموضوعية في القياس هو الذي أدى إلى التباين الواضح والجدل المستمر حول تعريف المفاهيم والمصطلحات والقواعد المتعلقة بالظواهر التي تهتم هذه العلوم بدراستها ولعل علم النفس يعد مثالا واضحا لذلك فدقة وموضوعية القياس تستهم إذن في تحديد المفاهيم وبلورة التفكير من أجل الفهم المستنير لطبيعة الظواهر المختلفة وبدون ذلك تصبح الدراسة العلمية لهذه الظواهر خاضعة للتأملات العقلية والخبرات الشخصية