راوية ينقل عن راوية وهكذا حتى وصل الأمر إلى عصر تدوينه، أما قبل هذا التاريخ فقد تم الاعتماد على الرواية والمشافهة في نقل الشعر، تنقسم هذه الطبقة إلى قسمين ، فالقسم الأول هم الشعراء الذين يروون لشاعر واحد، فيقلدونه في بادئ الأمر إلى أن يصبح هذا التقليد طبيعة و سمة في شعرهم، ومن هنا تتشكل لدينا سلسلة من الشعراء الذين هم رواة في الوقت ذاته، ومثل زهير بن أبي سلمة راوية أوس وتلميذه، أما القسم الثاني فهم الشعراء الذين لم يختصوا بالرواية لشعر شاعر بذاته، وإنما يروون لشعراء كثيرين ويتتلمذون على يدهم جميعا، مثل ذو الرمة الذي كان راوية الراعي النميري. طبقة رواة الشاعر : راو أو رواة يحفظون شعرهم ويروونه، ومن رواة الشعراء الجاهليين الأعشى، ومن رواته عبيد وسماك ويونس ابن متى. وهذه الطبقة وسيلتها في تناول الدرس الشعري قائمة على أمرين وهما قراءة ديوان الشاعر أو القبيلة، وقد انقسمت هذه الطبقة إلى عدة مدارس كان كل منتسبي مدرسة من تلك المدارس يتعصبون لمدرستهم ويجرحون في المدارس الأخرى، ولما جاء رواة جرير وجدهم كذلك يقومون ما انحرف من شعره وما فيه من السناد. ومن الأسباب التي أدت لذلك القصص وأحاديث السمر التي وجد فيها الوضاعين المجال الكبير للوضع عند الاستشهاد بأبيات الشعر على صحة الأخبار التي يوردونها، ومن ذلك ما كان يفعله هؤلاء القصاصون في جلسات السمر في مجالس معاوية بن أبي سفيان ومنهم النخار بن أوس،