لقد أدرك بوليبيوس أن هناك أحداثاً قد وقعت في أزمنة معينة وأمكنة محددة في الماضي وأن هذه الأحداث لہا أسبابها ونتائجها، وبالتالي فإنها جديرة بأن تدون وتحفظ وتخلد، وهذا هو ما حاول تحقيقه في كتاب التواريخ الذي يعد من بين أقدم المصادر المهمة في التاريخ الإنساني ويتكون من أربعين جزءاً، شدد بوليبيوس في أن الحكم السببي للأحداث هو جوهر الكتابة التاريخية، إذ أن الحقائق لا قيمة لها إذا لم يرافقها البحث عن أسبابها قد يكون الوصف المبسط لهذه الحقائق مسلياً لنا، غير أنه لا ينور عقولنا ولا يقوم سلوكنا. إذا لم يقترن الوصف بالبحث عن الأسباب. استعمل بوليبيوس كلمة نوميديا (Nomidia) على كيان سياسي وعلى شعب معين ، والظاهر أنه استقى هذا المفهوم من الوثائق الرومانية الرسمية ، أين ظهر فيها مدلول نوميديا ابتداء من القرن الثالث قبل الميلاد أثناء الحروب البونية، خصوصا وان كل الاحداث والاوصاف التي وصلتنا حول العلاقات الرومانية القرطاجة وعلاقاتهم مع النوميديين من حوالي 215 ق. م إلى وفاة بوليبيوس وصلتنا في كتابه التواريخ.