1. ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في أشرف قبيلة وهي قريش، وفي بيت أشرف بيوت قريش بني هاشم، روي عن العباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، فجعلني من خير بيوتهم، وخيرهم بيتا( رواه الترمذي بسند صحيح. فقد مات أبوه عبد الله وأمه حامل به لشهرين، وماتت أمه آمنة وله من العمر ست سنوات، ثم توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثمان سنوات، فكفله بعد ذلك عمه أبو طالب حتى نشأ واشتد ساعده، وإلى يتمه أشار القرآن الكريم بقوله: )أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى( سورة الضحى.3. أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم السنوات الأربع الأولى من طفولته في قبيلة بني سعد، سليم الجسم، وفي حادثة وضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة دليل واضح على هذا، فيحاول أعمامه انتزاعه عن الفراش، فيقول لهم: دعوا ابني، فوالله إن له لشأنا.5. أنه عليه الصلاة والسلام كان يرعى الغنم في أوائل شبابه لأهل مكة أغنامهم مقابل أجر، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ) ما من نبي إلا قد رعى الغنم قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا(،6. لم يشارك عليه الصلاة والسلام أقرانه من شباب مكة في لهوهم ولا عبثهم، وقد عصمه الله من ذلك، ولا أكل شيئا مما ذبح لها، ولا لعب قمارا،7. عرف عليه الصلاة والسلام في شبابه بين قومه بالصادق الأمين، فقبل أن يتزوجها وهو أصغر منها بخمسة عشر عاما.8. سافر عليه الصلاة والسلام مرتين خارج مكة، وكانت كلتا الرحلتين إلى مدينة بصرى في الشام.9. حبب الله إليه عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بسنوات أن يخرج إلى غار حراء يخلو فيه لنفسه مقدار شهر ليفكر في آلاء الله، واستمر على ذلك حتى جاءه الوحي، ونزل عليه القرآن الكريم.يستطيع الباحث أن يخرج من دراسة الوقائع السالفة بالدروس والنتائج التالية:1. كلما كان الداعية إلى الله، كان ذلك أدعى إلى استماع الناس له، صحيح أن الإسلام لا يقيم وزنا لشرف الأنساب تجاه الأعمال، أكرم وأعلى مكانا وأقرب نجاحا، وهو في صغره ما يجعله أكثر إحساسا بالمعاني الإنسانية النبيلة، وامتلاءً بالعواطف الرحيمة نحو اليتامى أو الفقراء أو المعذبين.3. كلما عاش الداعية في جو أقرب إلى الفطرة، وأبعد عن الحياة المعقدة، كان ذلك أدعى إلى صفاء ذهنه، وقوة عقله وجسمه ونفسه، فالأغبياء والمتوسطون في نجابتهم أبعد الناس عن جدارة القيادة الفكرية، أو الإصلاحية،4. ينبغي للداعية أن يأكل من عمل يده، أو مورد شريف، لا ذلة ولا مهانة. وإصلاح الأخلاق، ومحاربة المنكرات. لها أثر كبير في نجاح دعوته، فمن أراد أن يصلح المتدينين عليه أن يعيش معهم في مساجدهم، ومصانعهم، ومن أراد أن يصلح المعاملات الجارية بين الناس،7. يجب على الداعية إلى الله أن تكون له أوقات يخلو فيها بنفسه، تتصل فيها روحه بالله جل شأنه، وتصفو فيها نفسه من كدورات الأخلاق الذميمة،