يتناول النص اتجاهًا فلسفيًا يُحاول التوفيق بين مفهومي الإرادة الحرة والحتمية، مُعارضًا بذلك الاتجاهات التي ترى تناقضًا بينهما. يرى هذا الاتجاه أن الإرادة الحرة لا تُقابل بالحتمية الكلية، بل بالإكراهات والاضطرارات الخارجية، مُستشهدًا بأمثلة يومية لاستخدام كلمتي "حر" و"مُكرَه". ينتقد النص محاولات التوفيق القليلة تاريخيًا، مُشيرًا إلى محاولتي هوبز وهيوم. يُفصّل النص في محاولة هيوم القائمة على إعادة تعريف السببية كـ"ارتباط مطرد دائم"، مُبيّنًا أن النزاع بين الحرية والضرورة قد يكون لفظيًا إن انطلقنا من دراسة المادة، لا النفس. يُبرز النص دور الضرورة في الأخلاق، مُشددًا على أهمية الدوافع في تحديد المسؤولية الأخلاقية. يُقارن النص بين موقف هيوم والوجوديين، خاصة سارتر، واللاهوتيين المسلمين في ربط الحرية بالمسؤولية. يُختم النص بتفسير هيوم للحرية كتحقيق للدوافع الداخلية، مُعرّفًا الضرورة كـ"ضرورة داخلية" مرتبطة بالميول، مُشيرًا إلى أن الاستدلال هو القاسم المشترك بين الحرية والضرورة، مما يُحقق اللا تقاطع بينهما.