ذكر ان عمر قال: بينا أنا منذ أعوام جالس، فقال لي: يا أبا الخطاب، فيهن هند بنت الحارث المرية، فهل لك أن تأتيهن متنكرًا فتسمع من حديثهن وتتمتع بالنظر إليهن ولا يعلمن من أنت، وكيف لي أن أخفي نفسي؟ قال تلبس لبسة أعرابي ثم تجلس على قعود فلا يشعرن إلا بك قد هجمت عليهن، فسألنني أن أنشدهن وأحدثهن، وتنتهي القصة بمعرفة النسوة لعمر، ومعرفة عمر بأن النسوة قد احتلن عليه واستدرجوه ليفعل ذلك عن طريق خداعه بخالد الخريت، وإن هذه القصة تدل على الحالة الاجتماعية التي وصلت إليها نساء الحجاز من ترف وحب للهو والعبث وفعل اي شيء من اجل قتل الفراغ فكانوا يتسلين مع الرجال خاصةً المغنين والشعراء، كما ان ذلك يظهر الجرأة التي كانت لدة نساء الحجاز أنذاك، وكيف كانت تظهر مفاتنها للرجال كي تغريهم بملاحقتها، كما فعلت هند بنت الحارث مع عمر حيث قالت: يا عمر اسمع مني، فنظرت إلى حري فإذا هو ملء الكف ومنية المنى، فقال عمر: فصحت يا لبيكاه يا لبيكاه وهذه القصة تشير إلى أن عمر كان مثل هؤلاء النسوة متنقل اللهو محب للعبث واللهو ومتتبع للجمال،