النص المسرحي بين الكتابة الدرامية والكتابة الأدبية تختلف الكتابة المسرحية عن غيرها من الأنواع والأجناس الأدبية الأخرى، وتعدّ الكتابة المسرحية في الجزائر نوعا من السفر / البحث عن الدراما، فهو يبحث عن الدراما ولا يجد نفسه في مركزها، وهذا ما قد يعيق الكتابة المسرحية ويصنع محدوديتها في عدد من النصوص المسرحية من جهة وفي عدد الكتاب المسرحيين المتعاطين لهذا النوع من الكتابة من جهة ثانية. والذي لا يعني البتة انتفاء النص مطلقا، وإنما يعني قلة النصوص المسرحية التي تتميز بالمضمون الإنساني الرفيع والجمال الفني البديع وما دام أن المسرح الجزائري لا يمكنه أن يخطو أي خطوة نحو التطور الفني دون نص جيد، نص متكامل وخاضع لشمولية الذات الإنسانية بعيدا عن خصوصية الربقة الأيديولوجية. تلفزيوني، إذاعي) وإلى كتابات أدبية (كالقصة أو الرواية وغيرهما. كما تختلف من حيث الشكل الأخير الذي تقدم به سواء للمخرج أو للمطالع إلا أنها تشترك في أنها تحمل رسائل إنسانية ولها غايات ترفيهية لمستهلكيها أي للمتلقي بصفة عامة سواء كان قارئا أو مشاهدا. ولكن هذا لا يعني أن أنواع الكتابات الدرامية المختلفة لا تختلف فيما بينها بالعكس فإن كل نوع درامي للكتابة يتميز عن الآخر مثله مثل جميع الكتابات الأدبية التي تختلف فيما بينها وينفرد كل نوع بشكله الخاص سواء من ناحية التركيبة الداخلية وما تتضمنها أو قواعد الكتابة الظاهرية، أما إن أردنا أن ندرس الفروقات بين الكتابة الدرامية والأدبية فإن النص المسرحي أفضل نوع يمكننا من خلاله التمييز بين كل نوع كتابة وآخر باعتبار أن النص المسرحي هو أول وأقدم كتابة عرفتها البشرية فهو أساس تشكل الكتابات الفنية الأخرى من جهة، ومن جهة أخرى فإن النص المسرحي في الشكل الذي يبنى عليه النص المسرحي يمكّن أي متلقي من قراءته واستيعابه مثله مثل الكتابات الأدبية. فالنص المسرحي هو نوع من أنواع الكتابة الدرامية، ويكتب هذا النوع من الكتابات خصيصا للمشاهدة، ويسير على أصول الدراما لأنه يتكون من مجموعة من العناصر الدرامية تتمثل في مجموعة الأحداث الدرامية التي تدور حول فكرة معينة بحيث يقوم بتحريك هاته الأحداث مجموعة من الشخصيات الدرامية لتشكل تسلسلا دراميا له أمكنة متعددة وفق أزمنة معينة أيضا موافقة لها ما يعرف بوحدة الزمان والمكان، تتفاعل الشخصيات فيما بينها لتنتج طرفين متضادين أغلبها بين الخير والشر ينتج عن هذا التفاعل ما يعرف بالصراع الدرامي الذي يتأزم بشكل تدريجي ليصل إلى الذروة والمسمات بالحبكة الدرامية أو العقدة ثم تكمل الأحداث الدرامية تسلسلها بطريقة مستقيمة نحو حل الصراع بشكل تدريجي لتصل إلى نهاية الصراع أين يتم حل العقدة وبالتالي الوصول إلى نهاية المسرحية، بمثابة المركز المتين الذي تنتظم حوله العناصر الأخرى" ، فالنص هو الجزء الأساسي للمسرحية ولا يعتبر فقط خطوة أولى نحو انتاج عمل فني بل هو أساس وجود المسرحية بذاتها. 1. الفكرة: وهي الموضوع الذي تدور حوله قصة المسرحية ككل والفكرة التي ينسجها المؤلف في مخيلته ويعمل على ايصالها إلى المتلقيين من أجل خدمة المجتمع، ف "الموضوع هو الفكرة وهو الذي جعل من المسرحية سلاحا في الدفاع عن الإنسان، هو الذي ساهم في اكتساب الإنسان لا معارفه فحسب بل وانتصاراته الروحية والاجتماعية" ، فالهدف الأسمى للفن هو إفادة المجتمع بما يحسن حاله ويغيره للأفضل. أما الأفكار التداولية في عصرنا الحالي فأغلبها إما سياسية أو اجتماعية: كان يطبع الإنتاج المسرحي قصد توجيه الشعب وتنمية وعيه الوطني" ، الأفكار الاجتماعية : يقول المسرحي الفرنسي فولتير عن المسرح، إنه مدرسة دائمة في تعليم الفضيلة، فللمسرح دور كبير في تربية المجتمع وتوجيهه إلى السبل الصحيحة من خلال توعيته بعرض المشاكل الاجتماعية التي يواجهها صوب عينه حتى يتأملها وينظر فيها، كالمشاكل التي تؤدي إلى الطلاق، مشاكل الآفات الاجتماعية، أسباب تفشي الجهل وغيرها من المشاكل التي تعتبر سببا أساسيا في دمار المجتمعات، فالهدف الأسمى هو الإصلاح الاجتماعي سواء تشكلت المعالجة بإثارة الضحك عن طريق الكوميديا أو بإثارة شجون المشاهدين واستدرار دموعهم في عمل مأساوي أو تراجيدي" ، أي الأساطير والآلهة الإغريقية، فالتزمت المسيحية بمحاربة هذا الفن ثم سرعان ما عادت إلى استغلاله كوسيلة لنشر المسيحية عندما اكتشفت أن المسرح يؤثر في نفسية المتلقي بطريقة ناجحة فأصبحت تستغله في نشر المسيحية، وحياة مريم العذراء" وغيرها من المسرحيات التي تخدم الدين. ولو رجعنا إلى العصور الوسطى فإن المسرح كان حكرا فقط على الطبقة البرجوازية وذلك خوفا من أن يؤثر في عقول الفقراء الطبقة الكادحة ويصبح أداة تحريض وتوعية للمجتمعات المقهورة من جهة ومن جهة أخرى فهي كانت تفضل أن يكون شعبها جاهلا حتى تتمكن من السيطرة عليه لهذا فقد كانت الكتابات تخصص للعرض أمام الطبقة البرجوازية فقط. فالفكرة هي لب العمل المسرحي ككل والنقطة المسؤولة على التأثير في نفسية المشاهد، فوجوب كونها ايجابية وتحمل كل ما تسنى له من الفضيلة أمر موضوع على عاتق الكاتب، كما يجب أن تتوفر في كتاباته المواضيع التي تخص ذلك العصر وتعبر عن ذلك المجتمع الذي ستعرض له ولا يؤثر سلبا إن لم يعاصر الديكور المجتمع، لذلك فمهما كانت النصوص المسرحية قديمة قدم المسرح إلا أنها لا تزال تعرض ليومنا هذا مادامت تحتوي على الأفكار التي تخدم المجتمع، فيقوم الكاتب بالاحتفاظ بهيكل المسرحية فقط وإعادة كتابة النص من جديد، مثل الكثير من النصوص العربية التي استمدت مادتها من النصوص الغربية، وموليير اعتمد على فنون السيرك والكوميديا المرتجلة الإيطالية " ، والكثير من المخرجين يعتمدون على النصوص المقتبسة وذلك لقلة الكتابة المسرحية وكتابها. 2. الحبكة الدرامية: إذ "تستعمل في الكلام العادي لتدل على تتابع الحوادث في المسرحية بشكل مجرد بعيدا قدر الإمكان عن دلالات تلك الحوادث" ، فقفز بفن الدراما قفزة كبيرة خلَّصتها من كثير من شوائبها" ، لأن هاته العناصر هي المسؤولة على تحقيق الترفيه للمشاهد والتي تحافظ على انتباهه طيلة العرض. إضافة إلى أن المخرجين المعاصرين اليوم يتعاملون مع النصوص الطويلة بطريقة مختصرة إذ يقومون باستخلاص الهدف وفكرة المسرحية وتجسيدها بدون إضافات أو تمهيدات وذلك خوفا من الوقوع في الملل. 3. الصراع : و "جميع أنواع الصراع الداخلة في الصراع الأكبر الرئيسي في المسرحية يجب أن تأخذ صورة محددة في المقدمة المنطقية أي أن تتبلور فيها في غير لبس ولا ايهام" ، إلا أنه يستمد من جوهر الإنسان فكان العنصر الأول الذي يتيح لك أن تقول إن المسرح محاكاة للحياة، ويحق لك بعد ذلك أن تفهم المحاكاة على أي شكل تحدث به المؤرخون والناقدون من أيام أرسطو حتى اليوم" ، فالصراع يرتبط بالهدف الأعلى للمسرحية ووجوده يعد إجباريا لأنه يساهم في إعطاء الحقيقة التي نعيشها من خلال إظهار الجانب المظلم والمشرق في حياتنا ويساعد على توجيه الناس على كيفية التعامل مع مشاكلهم بإعطائهم حلول أو بتوجيههم نحو طرق التعامل مع مشاكلهم بطريقة إيجابية ذكية عندما تطرح قضية قد تتشابه إلى حد ما مع ما يصادفونه من مشاكلهم الحقيقية في الحياة. فالمشاهد ينحاز بشدة لهذا النوع من الشخصيات والتي يستعملها الكاتب من أجل أن يضفي روحا جديدة وسط المسرحية لتجنب الوقوع في الملل كما يفضل المشاهد المسرحيات التي ينتهي صراعها بانتصار الحق على الباطل فهي بالنسبة له منصفة وهي النهاية التي سترضيه. وينقسم الصراع إلى نوعين: الصراع الداخلي: وهو الصراع الذي يكون فيه داخل الشخصية الواحدة مع نفسها مع العاطفة والعقل أو بين فكرتين تختلج عقل الشخصية الواحدة، وهذا النوع من الصراع لا يظهر للعامة إلا على مستوى الشخصية الواحدة ومهما كان عميقا وكبيرا ويعبر عن مكبوتات هيجاء إلا أنه يظهر على خشبة المسرح ويتجسد في المونولوجات الداخلية. وهو يتجسد خارجيا عند تقاطع الأبعاد المادية والنفسية والاجتماعية للطرفين المتصارعين، كثيرا ما يكون هذا الأخير أحد الدوافع التي ينتج عنها الصراع خارجي. الشخصية : هي تبلور مجموعة الدوافع الداخلية والمكبوتات وسلوكيات المعاملة للشكل الخارجي للمظهر فيما بينها على مستوى الإنسان الفرد الواحد لتشكل شخصيته التي تميزه عن غيره، يعتبر الشكل الأكثر وضوحا في المسرحية ككل، فيتم من خلاله تحريك الأحداث الدرامية لما يحتويه من معلومات ماضية وآنية ومقبلة، وهو "ما يشمل جملة المنطوق بين الشخصيات خلال المسرحية" ، بجانب أنه وسيلة الكاتب للتعبير عن فكرته بشكل واضح وصريح، كما يساعد المتلقي على تمييز البعد النفسي والاجتماعي للشخصية الدرامية. ويعتبر الحوار المسرحي القوي هو الحوار الذي يكشف عن أحداث المسرحية بطريقة دقيقة وغير مفتعلة ولهذا فهناك ما يميز الحوار المسرحي على الحوارات العادية التي نمارسها في حياتنا، فالحوار المسرحي يرتبط بفكرة واحدة هو موضوع المسرحية وحتى إن خالف ذلك بعض الشيء إلا أنه من المهم أن يقوم بالتمهيد للتحدث حول الفكرة الأساسية أو بموضوع يتعلق بها، وقد زعم الدوريون (وهم مجموعة عرقية يشكلون جزءا من الشعب اليوناني القديم) أن أصل الكلمة يعود إليهم إذ أنها "ترجع إلى كلمة دوران وهي كلمة dran وهذه الكلمة تعني في اللهجة الدورية بصفة خاصة "عملا يؤدى" ، ثم تحولت إلى شكلها الحالي drama " ، بلغة ذات لواحق ممتعة، في شكل درامي لا قصصي، وفي أحداث تثير الإشفاق والخوف فتبلغ بواسطتها إلى تطهرها من تلك المشاعر" ، في مشاهد غير سردية بل درامية تجسد أحداثا تحاكي الواقع، ومن هذا التعريف فإننا نجزم على أن ما يستلزم وجوده في المسرح ينطبق على ما يتوفر في الفن السينمائي، وبهذا فالسينما جاءت وليدة للدراما مثلها مثل العرض المسرحي، غير أن المسرح يتميز عليها بكونه أقدم منها وسابقا لها بقرون وسنين وأن التنظير الدرامي الأول كان من نصيبه. وبما أن الدراما ليست متعلقة بالمسرح فقط فمصطلح النص الدرامي إذا لا يتعلق بالكتابة المسرحية فقط إذ أنه يختلف عن مفهوم النص المسرحي، ف "النص المسرحي يعد المرحلة الثانية من النص الدرامي الذي يمثل الجانب النظري في العملية المسرحية " ، وذلك لأن النص الدرامي ليس إلا نصا أدبيا يمكن قراءته مثله مثل الكتابات الأدبية الأخرى، أما النص المسرحي فيختلف عنه بأنه النص الذي قد أصبح في قيد إنجاز عمل مسرحي على خشبة المسرح على يد المخرج مصاحبا لمجموعة من الارشادات التي ستتخذ من أجل تجسيده في العرض، وبما أن الكتابة الدرامية لا تتوقف على النص المسرحي فقط بل ترتبط مع السيناريو كذلك لأنه نوع من الكتابات الدرامية والذي ينقسم بنفسه إلى نصوص سينمائية أو تلفزيونية أو إذاعية، ويرجع تعدد هاته الأنواع لتعدد الاختلافات بينها، وبما أن هاته الكتابات الدرامية تعتمد على نفس عناصر البناء الدرامي. السيناريو: هو اشتقاق لكلمة سينا scena وهي كلمة ايطالية تعني المنظر، والسيناريو هو نص مكتوب لفيلم أو مسلسل أو لنص إذاعي و "هو قصة تروى بالصور" وهي درامية لها بداية ووسط ونهاية إذ تكون مقسمة بطريقة تسلسلية إلى مشاهد وكل مشهد يصف مجموعة من اللقطات التي تصف مكان الحدث وتحدد زمانه وتحدد الشخصيات مع إظهار مميزاتها من أبعاد نفسية ومادية واجتماعية في الوصف أو من خلال ما يتوفره الحوار، ولا يختلف السيناريو من حيث البناء الدرامي على المسرح فهو في الأخير جاء وليدا له وأخذ أهم عناصره الدرامية وأدواته كالحكاية والحبكة والصراع والشخصيات الدرامية وغيرها من العناصر الأساسية التي إن لم يأخذ منها شكلها الكامل سيستعير بعض الأجزاء، منها بحيث إنه إذا ما قارنا وجهة الشبه بين الكتابات الدرامية و فالسيناريو أقربها إلى المسرح على الإطلاق فمن السهل أن نحول بعض النصوص المسرحية إلى سيناريوهات دون تغيير شيء، كما أنه في بدايات السينما اعتمدت السينما على المسرح واشتركت معه في المؤلفين والمخرجين مثل هيتشكوك، وغيرهم واستعانت بأبطال المسارح وجعلت منهم أبطالا سينمائيين لخبرتهم في الأداء ولاستغلال شهرتهم، كما استعانت بصالات المسرح لعرض أفلامها على شاشات ضخمة، ولم تقف إلى هذا الحد بل قد كانت هناك مسرحيات يتم تصويرها بالكاميرا لبثها على شاشات السينما وهذا ما جعل النص المسرحي يأخذ منحا آخر لأن ظهور السينما كان بمثابة نهاية لعصره لقدرة السينما على تصوير الواقع كما هو عكس المسرح الذي يجسد الواقع على خشبة المسرح كل هذا ما دفع بالمسرح بالولوج إلى أفكار جديدة وتطوير حديث للعمل المسرحي نتج عنه ظهور تيارات واتجاهات جديدة غيرت من شكل البناء الدرامي بعد قرون وعصور طويلة من نشأته. ولم يقف هذا الاختلاف على خشبة المسرح والشاشة فقط بل على مستوى النص المسرحي والسيناريو قبل كل شيء سنذكر أهم هاته الاختلافات: كاتب النص المسرحي والسيناريست: من الشائع في المسرح أن كاتب النص هو المسؤول عن كتابة نصه وحواره وتقريبا عمله لا يتعدى كتابة النص المسرحي أما في السيناريو فيختلف الأمر إذ أنه بإمكان الكاتب أن يتخصص بين السيناريو أو الحوار فيقوم كاتب السيناريو بالاستعانة بكاتب حوار، كما أنه من الشائع في السينما يقوم الكثير من المخرجين الكبار بكتابة السيناريوهات بأنفسهم وإخراجها و ذلك لأن كاتب السيناريو عليه أن يكون ملما بكل العملية المسرحية ليس بالسيناريو فقط وهذا ما سيساعده على وصف المشهد بالدقة ثم إخراجه بطريقة مماثلة لما تخيله عند الكتابة خصوصا أن السينما تعتمد على الصورة والصمت أكثر من الحوار فتجسيد تلك اللقطة الصامتة تحتاج إلى شخص ملم بتقنيات التصوير حتى يسهل عليه تصويرها. المشهد في النص المسرحي والسيناريو: ينقسم النص المسرحي إلى فصول وينقسم كل فصل إلى عدة مشاهد بينما السيناريو ينقسم إلى مشاهد والمشاهد إلى مجموعة من اللقطات إذ إن المشاهد في السيناريو أقصر بكثير من المشاهد المسرحية و "القصة في السيناريو هي التي تفرض طول المشهد أو قصره" أما المسرح فليس بقدرته أن يغير المشاهد وينتقل إلى الأماكن بسهولة لذلك وحتى يتم تجنب الملل من الحوارات الطويلة يتم الفصل بين مواضيع الحوارات في المشهد الواحد في المسرحية بدخول شخصية وخروج شخصية أخرى على سبيل المثال، وهذه من أهم المميزات التي تتمتع بها السينما ويفتقد لها المسرح بالرغم من وجود عدة أشكال للخشبة المسرحية وبالرغم من كل التقنيات المتطورة التي توصل إليها المسرح إلا أنه "مقيد بالنسبة للزمان والمكان عكس السينما تماما التي يمكنها أن تصور أي حدث في أي زمان أو مكان وأن تتعدد المناظر إلى أي حد ممكن" التي تتمتع بها السينما ويفتقدها المسرح هي إمكانية تصوير الأحداث في أي زمان ومكان، بينما السيناريست فبإمكانه وصف المشهد من أي زاوية يريدها. الشخصيات و التعبير الدرامي في النص المسرحي و السينمائي: لا تختلف الشخصيات السينمائية عن الشخصيات المسرحية من حيث أبعادها النفسية والاجتماعية والفيزيائية لكن غالبا في المسرح تكون هناك فئة قليلة من الشخصيات المسرحية حتى يمكن المشاهد من الاعتياد عليها وتمييزها من جهة ومن جهة أخرى فان المسرح يركز على أهم الأحداث التي جاءت في القصة ولذلك فانه يركز على أهم الشخصيات التي تدور حولها الأحداث، أما في السينما فبقدرة المؤلف أن يستخدم كما هائلا من الممثلين الأبطال والممثلين الرئيسيين ثم الثانويين، كما أنه في المسرح تعتمد الشخصيات على التعبير عن انفعالاتها عاطفتها و أحاسيسها عن طريق الحوار، لأن وجه الممثل المسرحي قد لا يظهر لآخر متفرج يجلس في صالة العرض، ولهذا يتحتم على الممثل أن يعبر قدر الإمكان عن مشاعره، لذلك يعتبر الحوار من أهم العناصر التعبيرية في المسرح، لطالما اعتبر النص المسرحي كتابة درامية لاعتماده على العناصر الدرامية التي تصف المشهد من أجل تجسيده ومشاهدته منذ بدايته إلا أنه حديثا أصبح يعد نوعا أدبيا ودراميا بنفس الوقت، و "رغم تاريخ المسرح العريق الذي يصنفه كفن درامي ، وبالرغم من هذه الحقيقة التاريخية إلا أن عددا من نقاد المسرح وكتابه نظروا إلى هذا الفن الوافد على أدبنا وحضارتنا نظرة مغايرة، فاعتبروه نصا أدبيا في المقام الأول وليس عرضا فنيا أو تمثيليا فربطوه بالأدب وألحقوه بأجناسه" ، فأصبحت الكثير من المسرحيات تكتب لتقرئ أكثر من تخصيصها للمشاهدة وأخص بذكر ذلك المسرح العربي بشدة ويعود سبب ذلك إلى أن الفن المسرحي جاء حديثا عند العرب فهم لم يعرفوا ويمارسوا غير أنواع الكتابات الأدبية المخصصة للقراءة فقط كالقصة والشعر والرواية، وهذا ما جعلهم يضمون الكتابة المسرحية كنوع أدبي إلى باقي الكتابات الأدبية، فقد "كان توفيق الحكيم أول من أسس المسرحية النثرية في الأدب العربي وأمام المسرحيين العرب أبرز الأسماء التي حاولت الفصل بين المسرح والتمثيل" هذا التقارب بين النص المسرحي والكتابات الأدبية يفرض على النص المسرحي أن يتوافق مع النصوص الأدبية الأخرى في نقط تشابه مشتركة غير العناصر البناء الدرامي التي تتوفر في جميع الكتابات الدرامية أو الأدبية. الرواية أقرب كتابة أدبية للمسرح: تتنوع الكتابات الأدبية بما فيها القصة والرواية والشعر والنص المسرحي حديثا وتختلف كل واحدة عن الأخرى بمميزاتها الخاصة التي تميزها على الأنواع الأخرى ولكنها تتفق جميعا من حيث أنها خصصت للقراءة، وإذا ما قارنا النص المسرحي بالكتابات الأخرى تكون الرواية أقرب إلى المسرحية لما تتوفره من عناصر البناء الدرامي من حبكة وصراع وحكاية إضافة إلى وجود الحوار غير أنها تختلف عن النص المسرحي فبجانب أن وصف المشاهد يكون بلغة الماضي عكس المسرح الذي يعتمد في الوصف على الزمن الآني، هناك سببان يجعلان الرواية تختلف عن المسرحية وهما: أولا: أن الرواية عمل يعتمد على كاتب واحد يقوم بتأليفها من بدايتها لنهايتها وينتهي العمل الروائي عند وصول الكاتب إلى نهاية الرواية وإتمامها وتصبح جاهزة للقراءة أما النص المسرحي فكاتبه يأخذ نفس طريقة كاتب الرواية لكن عند انتهائه من الكتابة فإنه بذلك قد جهز نصا مسرحيا سيتم تجسيده على خشبة المسرح ويكون بذلك الكاتب المسرحي قد قام بأول خطوة في العملية المسرحية.