المل الواحد يسمع اللين منهم تراحموا حوالي يدفع بعضهم بعضاً ويشتم بعضهم بعضاً، وكل واحد يرفع الي عينين متوسطتين ويصبح : أنا ! حرث فيمن أختار منهم وأخيراً وجدت حلا القضية ، فالتفت إلى مي على بعيداً عن الزحام الميزانه وعجزه فأشفقت عليه وأشرت اليه أن يدنو وجعلت أدور في السوق من دكان إلى دكان، فعرضت على الحمال أن يركب معي في الترامواي على أن احسم له من أجرته - وهي سبعة قروش فرشتين ونصف القرش، ففضل أن يمشي ويبقى له الفرشان والنصف القرش فاندلنا على أن أسبقه أنا في الترامواي وأنتظره على المحطة الفلانية حتى يصل. فتلقت ثم ساورتي الشك بأمانته فجعلت أمية واستنزل عليه اللعنات وعلى حمالي الأرض جميعاً وقلت في نفسي : لقد ذهب ابن كذا وكيت بمالي، وخطر في ألف خاطر خطر في أن اذهب إلى المخفر وأشكو أمري وأدلي إلى : رجاله بأشكال البارق الوقع ، ما كنت أدنو حتى رأيته ينوه تحت حمله ويرفع اللي عينين محمرتين باسمتين كأنه يعتذر عن تأخره وكان ظهره مقوساً، فانفجر بالبكاء وهو لا يخسر أن ينظر إلى من خوفه ! وليته نظر ! بل ليت في من كان حاضراً ايراني | جمدت جموداً غرياً، ولكني لم أميا فأدرت بصري حوالي ثم التحنيت وقلبت السئل على ظهري ومثبت به وكان بيني وبين البيت نحو من خمسين متراً. وكل ظنه أنني أصبت بالجنون ؟ ولما وصلت لقادته ما اتفقنا عليه من أجرة فأخذ يعدها وهو لا يصدق ثم ضحك في وجهي وتناول السل عائداً إلى السوق يركض ركضاً،