26/04/2024] ~Fatima: رابعاً : العلوم الطبيعية : ١١٤ 115 of 198 وتنقسم في تلك الفترة إلى ثلاثة أقسام هي: وجلب خاصية جديدة إليها وإفادتها خواصاً لم تكن لها والاعتماد فيه عن أن الفلزات كلها مشتركة في النوعية، إنما هو باعتبار أمور عرضية يجوز انتقالها. فالكيميائي كان يمثل صاحب أدوية (صيدلي) لأنه كان يحضر للطبيب أنواع العقاقير التي يحتاجها الطبيب، فعلماء ذلك العصر اعتبروهما فرعين تفرعا من أصل واحد وهو العلم الطبيعي. ومما يؤكد ذلك أن أغلب المصادر ذكرت خالد بن يزيد بن معاوية بأنه كان له معرفة بعلم الصنعة ( الكيمياء، الطب). يتضح بأن خالد بن يزيد بن معاوية كان السابق الأول في إدخال هذا العلم إلى دار الإسلام. وله في ذلك عدة كتب ورسائل، كما أن له شعراً كثيراً عن هذا العلم، ومن كتبه كتاب الحرارات، وكتاب الصحيفة الكبير والصغير، لقد أخذ خالد بن يزيد هذا العلم عن راهب رومي (١) ، ومما يؤكد ذلك ما ذكرناه سلفاً عن معرفة الروم في تلك الفترة بهذا العلم، بل إنه كان يجيد صنعة الكيمياء وكذلك الطب، لكن ابن النديم (1) يوضح بأن خالد بن يزيد أمر بإحضار جماعة من الفلاسفة اليونانيين ممن كانوا ينزلون مدينة مصر لا سيما ممن تفصحوا باللغة العربية، والذين تلقوا أوامر خالد بن يزيد بضرورة نقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي، وإلا فما فائدة النقل والترجمة من لغة إلى لغة، الإسلام لا سيما وأن خالد بن يزيد كان موصوفاً بالعلم والدين والعقل (1). فيبقى ذكر دوره في تحليله لمياه البحر، يروى أن خالد بن يزيد كان عند عبد الملك بن مروان، ومنه ماء يستقيه الغيم من البحر، وأما النبات فما كان من ماء السماء، إن تفرغ خالد بن يزيد لمعرفة هذا العلم والإلمام به لا يعني ذلك بأنه كان ذا مكانة دونية، فكان ذا فصاحة، وهذا يؤكد أن سبب ذلك راجع إلى ما اقتناه سواء من بني أمية خاصة، أم من المسلمين عامة آنذاك، وأكبر شهادة له في ذلك ما قاله عنه الخليفة الوليد بن عبد الملك 5:38 pm, فلن يتحسروا على مثله (۱) ، كما أوضحت ذلك بعض المصادر (۲) بقولها : «إنّه شغل نفسه بعلم الكيمياء، ومن المعلوم البين أن خالداً من الجيل العربي والبداوة إليه أقرب، يزيد آخر من أهل المدارك الصناعية تشبه باسمه فممكن. ب علم الطب : ولذلك فقد اشتهر معظم علماء اليهود والنصارى في معرفتهم بهذا العلم ، ولم يمنع أحداً من معرفته ودراسته أو من الالتزام أو التمسك بقواعد وفوائد ذلك العلم أو غيره من العلوم التي تهدف في حد ذاتها إلى خدمة ومنفعة البشرية وذلك بما يتلاءم ويتناسب مع مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي، وقال : مَا أَنْزَلَ اللَّهِ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءٌ ) (). ويروى عن الإمام علي بن أبي طالب الله أنه قال: «العلوم خمسة: الفقه للأديان، والنجوم للزمان (1) . وكذلك الإمام الشافعي رحمه الله يقول: «العلم علمان: علم الطب للأبدان، إن ما تم ذكره آنفاً يعد في حد ذاته بلاغا لكل إنسان، وعلى وجه الخصوص المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره، والتمسك به وبقواعده، فعملوا جاهدين على التعرف إلى خزائن ذلك العلم من المتخصصين فيه، وكذلك تقريبهم إليهم للاستعانة بهم في الأمور كما عملوا على تشجيعهم وإغداق الهبات عليهم لكي يقوموا بتعليم أبناء المسلمين ذلك العلم فاشتهر العديد من الأطباء في ذلك العصر من العرب أو من غيرهم، فاستشاره معاوية فقال له: «ما الطب يا حارث؟ فقال: الأزم (0) يا معاوية (1) . 5:42 pm, 26/04/2024] ~Fatima: التصانيف كتاب قوى الأطعمة ومنافعها ومضارها ، ومنهم أيضاً تياذوق المشهور في الطب في الدولة الأموية، إضافة إلى من سبق ذكرهم ممن اشتهروا في الطب في العصر الأموي نذكر يحيى بن سرافيون والذي كان في صدر الدولة، وكان له العديد من الكتب في هذا العلم ومنها : كتاب كناش يوحنا الكبير، كما قام الخليفة عمر بن عبد العزيز أيضاً بإخراج كتاب أهرن بن أعين القس من خزائن الكتب الذي ترجمه ما سرجويه كما أسلفنا ذلك، ج- علم الهندسة المعمارية : فيروى أن الإمام علي ابن أبي طالب قال: «العلوم خمسة : الفقه للأديان، إن… أدخل الحجر في البناء حتى رفعها وجعل لها بابين، وبابا غربيا، وصيّر على كل باب مصراعين، فكان أول من خلقها (4) . فقد تم ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي قام 26/04/2024] ~Fatima: ويروى أن الحجاج بن يوسف الثقفي، بعد أن فرغ من بناء المدينة، نقل إليها من وجوه أهل الكوفة وأمرهم أن يصلوا عن يمين المقصورة، كما أمر من كان معه من أهل الشام أن يصلوا بحيالة مما يلي المقصورة (1) ، والبزازين (۲) ، وأصحاب الفاكهة في قبلة السور، كذلك أنزل الصناع عن يسار السور إلى دجلة، لم يلحظ مع … 5:46 pm, فاستعمل عمر بن عبد العزيز صالح بن كيسان (1) على ذلك العمل (۲). كما اهتم الوليد بن عبد الملك بحفر الآبار لما لذلك من أهمية كبيرة في حياة الناس، فقيل: «إنّه أول من ذهب البيت في الإسلام (1). والذي قد سبق أن ذكرناه في فقرة متقدمة من هذا البحث، لكننا سنورد ذكره هنا من جانب آخر وهو البناء المعماري ال… وقال لصاحب الديوان، «احضر من قبلك ممن يأخذ رزقنا فوجدوا ثلاثمئة ألف في جميع الأمصار، وحسبوا نصيبهم فوجد عنده رزق ثلاث سنين، ففرح الناس وكبروا وحمدوا الله ، وحماماتكم ، فأحببت أن يكون مسجدكم الخامس، فاحمدوا الله تعالى، فانصرفوا وهم شاكرين داعين (٢). دخله ومعه المعتصم ( تـ ٢٢٧هـ / ٨٤٢م) ويحيى بن أكثم، فقال المأمون لهم: أي شيء يعجبكم من هذا المسجد؟ فقال المعتصم ذهبه (4) فإنا نصنعه فلا تمضي عشرون سنة حتى يتحول، فقال: ما أعجبني هذا ! فقال يحيى بن أكثم الذي أعجبك يا أمير المؤمنين تأليف رخامه فإن فيه عقوداً ما يُرى مثلها ، قال : كلا ، وكذا المدة الزمنية التي استغرقت في بناء فقد ذكر ذلك بإسهاب خليل داود الزرو ) ، معتمداً في ذلك على ما أورده ابن العماد 5:48 pm, بقوله: «وفي سنة ٨٧هـ ابتدأ الوليد بن عبد الملك ببناء جامع دمشق ودام العمل في بنائه وزخرفته بالجد والاجتهاد أكثر من عشرين سنة، وكان فيه اثنا عشر ألف صانع. الأمر الذي يجعلنا نرى أن مدة بنائه والتي تم ذكرها آنفاً وتقديرها بأكثر من عشرين سنة، فيها مبالغة إلى حد كبير، إذا ما تم مقارنتها بفترة خلافة الوليد والتي لا تتجاوز العشر السنين، الأمر الذي يجعلنا نشك أيضا في عدد العمال الذين بلغوا اثنى عشر ألف صانع بحسب الرواية السابقة،