المصطلح - الماهية - السياق ما المقصود بالرواية العربية الجديدة؟ وما ماهيتها؟ وما خصائصها وأنساقها ؟ وما فلسفتها الجمالية الخاصة؟ وما العلاقة بين منطقها الفني ومنطوقها؟ وما علاقتها بنظام الواقع، وعلى الرغم من إيمان المرء بأن التحديدات الزمنية الصارمة لا تتواءم مع منطق التطور الأدبي فإن في استطاعته تأكيد أن هذه التجارب الروائية الجديدة قد بدأت تظهر وتنتشر في العقود الأخيرة من القرن العشرين حتى يومنا : السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين وتبدو هذه التجارب الروائية بمجملها - على الرغم من تعدد ألوانها وأطيافها وتوجهاتها - متميزة عن الرواية الحديثة ببنائها وفلسفتها ومبادئها الجمالية وتشكيلاتها اللغوية وأهدافها. فهي تشكل محتويات المشهد الروائي العربي في المرحلة الزمنية المشار إليها أي بدءا من العقود الأخيرة من القرن الماضي وحتى نهاية العقد الأول من القرن الحالي، ولهذا كله فإن هذا المشهد الروائي الجديد يثير كثيرا من الأسئلة والتساؤلات الأدبية والنقدية. وهي أسئلة تفرض إلقاء أضواء على المصطلحات والماهية والسياق الأدبي والتاريخي الذي أنتج هذه التجارب الروائية - أو أنتجت فيه . وفي سبيل هذا لا بد من عرض موجز للسياق الروائي العام، الرواية التقليدية / تصميم يعيد إنتاج الوعي السائد إن ظهور هذه الروايات في مرحلة النشأة والبدايات - في كل أقطار الوطن العربي في مراحل متباينة - يشي بحد ذاته بدلالة تتصل بخصوصية المسار الروائي العربي، كما ينطوي على دلالة أدبية مهمة تتمثل في وعي الذات الجماعية بضرورة البحث عن أشكال تعبيرية تكون قادرة على تجسيد حساسية جديدة أو ذوق فني جديد، كما أن إسهامات الرواية التقليدية لا يمكن أن يستهان بها أولا : إلانة اللغة: أي أسهمت في تخليص اللغة من قيود ثانيا : خلق قاعدة من القراء، يدرك أن الروايات تلبي له حاجات ضرورية والقراء ركن أساسي من أركان الحقيقة الروائية والأدبية عامة. ومن الطبيعي أن تهيمن برؤيتها وأسلوبها ووظيفتها في المرحلة المراحل الاجتماعية والتاريخية التي ظهرت فيها . ويمكن إجمال الصفات النوعية للرواية التقليدية في ما يلي: وهناك حرص على التوثيق والتسجيل باسم الواقعية مرة وباسم الإيهام مرة أخرى ويبدو الاهتمام بالوقائع أو الأحداث أكبر بكثير من الاهتمام بالشخصيات وقسماتها، وتبدو هذه الوسائل غير فاعلة بسبب كثرة الاستطرادات والانحرافات السردية والقفزات المتكررة عبر الأزمنة والأمكنة التي تبدو هي الأخرى عاجزة عن التفاعل مع العناصر الأخرى.