كُنت في الثالثه عشر من عمري عندما سَقَط بيدي كتاب «لو دامت الأفياء -رواية» للروائية والكاتبة العراقية ناصرة السعدون، لكن كانت غايتي أن أصف لك عزيزي القارئ هذا الشعور الجميل الذي رافقني برحلتي العجيبة مع عالم الكتب المُدهش. وأحمل معي كتابًا في سفري وعند ذهابي إلى الجامعة، وحتى أثناء النوم كُنت وما زلتُ أضع كتابًا بجانب سريري. لذلك لطالما تُلاحظ القارئ يبحث عن نفسه بين المُجلدات وشخصيات الرواية والنصوص، مَنحتني القراءة رؤية فتى في أقصى الصين يعيش في قرية نائية يقع في حُب مُعلمته، ومعرفة سيرة حياة فتاة يتيمة تعيشُ تحت وطأة الفقر وتعشق أميرًا، عَلمتني القراءة أن أكون حساسًا لا ساذجًا كما يقولُ الروائي التركي أورهان باموق: «نفسيًّا عندما أنتهي من كُتاب مُعين أشعرُ بسعادة غامرة تملأ صَدري، والقليل منها تُمضغ وَتَهْضِم» فالقراءة يا أصدقائي كيمياء سحرية تتلاعبُ بتفاعلات الروح والعاطفة، وأخيرًا أقتبسُ من كلام للكاتب والشاعر الأرجنتيني بورخس هذه الكلمات حيث يقول: «لطالما تصورتُ أن الفردوس شَيْءٌ كالمكتبة».