يوم العيد من أعظم الأيام وأقربها للقلب، فهو يومٌ للفرح والسرور الذي يعمّ جميع القلوب من كبير وصغير، بل هو يومٌ له قدسيته الخاصة وطقوسه الكثيرة وشعائره الدينية والاجتماعية التي يقوم بها الناس في صياح العيد وفي سائر وقته، ومن أهم طقوس العيد هي ترتيبات العيد التي تسبق العيد بأيام؛ حيث يبدأ الناس بتهيئة أنفسهم وبيوتهم لاستقبال الأهل والأحبة من أقارب وأصدقاء للتهنئة بالعيد، وفي صباح يوم العيد فإنّ أهم طقس فيه هو صلاة العيد؛ حيث يذهب الجميع من رجالٍ ونساء للصلاة في المسجد في يوم العيد ويستمعون لخطبة العيد ويسلموا على بعضهم بعضًا ثم ينطلقون ليبدؤوا يومهم المبارك، فشعائر عيد الفطر المبارك تختلف قليلًا عن شعائر عيد الأضحى المبارك، ويُصادف عيد الفطر يوم الأول من شوال من كلّ عام، أمّا عيد الأضحى المبارك فيأتي في العاشر من ذي الحجة، وفي عيد الفطر يحرص المسلمون على أن يكسروا صيامهم قبل ذهابهم إلى صلاة العيد بشربة ماء أو شق تمرة، أما في عيد الأضحى المبارك فمن السنة أن يذهب المسلمون إلى صلاة العيد وهم مُمسكون عن الطعام ثم يتناولون الطعام بعد صلاة العيد، وعيد الفطر يتم إخراج زكاة الفطر فيه وتقديمها لمستحقيها قبل صلاة العيد لتكون عونًا لهم في مصاريفهم في العيد ولإدخال الفرح إلى قلوبهم، وهذه الشعيرة مقتصرة على عيد الفطر ولا تتم في عيد الأضحى. من شعائر العيد المميزة تكبيرات العيد؛ وعيد الضحى يأتي بعد أداء ركن الحج، من المعروف أنّ شعائر عيد الأضحى بالنسبة للحاج كثيرة ويؤديها الحجاج بعد أن ينتهي يوم عرفة، وتستمر هذه الشعائر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، ومن الشعائر المميزة في العيدين زيارة الأقارب والجيران والحرص على صلة الرحم وتبادل العيديات، حيث يقدم الناس لبعضهم بعضًا العيديات النقدية والعينية تعبيرًا عن بهجتهم وفرحهم وسرورهم في العيد، ولا يجوز ردّ العيدية أبدًا لأنّها جزءٌ من طقوس العيد المبهجة جدًا. في العيد يجد الناس فرصة عظيمة للترويح عن أنفسهم والذهاب في رحلات عائلية جماعية والاستمتاع بأجواء العيد وسط بهجة الكبار والصغار، ففي العيد متسعٌ للفرح مهما كانت الظروف، لهذا من السنة تعظيم شعيرة العيد وتعظيم الفرح في يوم العيد المبارك وإظهار الطقوس الرائعة المميزة. لأنّ العيد مثل الشجرة التي تلقي بثمار الفرح على الجميع كي يشعروا بالبهجة. خاصة أنّ الناس يفتقدون وجود أحبتهم في يوم العيد. في العيد يمتلئ القلب بالطاقة الإيجابية وتُشحن روحه بالأمل والسعادة، وأيام العيد هي أيام أكلٍ وشرب وفرح وليست أيامًا للامتناع عن الطعام، فتراهم يسهرون في ليلة العيد وكأنها أجمل ليلة في حياتهم، وخاصة الأطفال الذين يحتضنون ملابسهم مبتهجين بها وغير مصدقين أنّ العيد قريبٌ على الأبواب، ففي العيد يبتهج الناس دون أن يكونوا مضطرين لتبرير هذه البهجة الربانية النقية على هيئة يوم العيد. حيث يقوم الكثير من الناس بأجواء وشعائر معينة ترتبط عندهم بقدوم يوم العيد، وأن يذهبوا للزيارات بشكلٍ جماعي مبهج. وأصبحت الحاضرة دائمًا وبكلّ قوة على موائد العيد. ستظلّ بعجة العيد حاضرة في جميع الأوقات، وستظلّ طقوسه سيدة الموقف فيه ويقوم بها الناس في كلّ مرة وهم يحملون سغفهم وفرحتهم بيوم العيد، فالعيد فرصة ذهبية لتجديد الفرح وفرصة رائعة حتى يستعيد الإنسان طاقته ونشاطه ليبدأ من جديد وكلّه أمل أن يأتي العيد القادم وقد تبدلت الظروف والأحوال إلى الأحسن، العيد بكلّ أيامه يظلّ اليوم الأجمل الذي لا يمكن أن يتخلل إليه الملل مهما تكررت طقوسه ومهما جاء، ومهما تقدم العمر بالإنسان سيظلّ يوم العيد بالنسبة له فرصة رائعة ليستعيد طفولته وذكرياته ويعيش أجواءه التي يُحبّها بكل امتنان وفرح وسرور، الخاتمة: العيد مشاعرٌ مختلطة في العيد تختلط المشاعر ما بين فرحٍ وسرور بأجوائه الرائعة، ففي عيد الفطر ينتهي شهر رمضان المبارك بكلّ ما فيه من إيمان وروحانية، وفي عيد الأضحى إعلانٌ لقرب انتهاء موسم الحج، فهنيئًا لمن يؤدي العبادات على أكمل وجه ليفرح في العيد،