رَدَّ عَلَيه عَبدُ اللّهِ بِتثاقُلٍ: لَيسَ بَعدُ يا أَبَتاهُ عاوَدتهُ نَوبَةُ الزَّقزَقَةِ، دونَ أَن يُدخِلَ عودَ ثِقابٍ بَينَ أَسنانِهِ هَذِهِ المَرَّة، ثُمَّ سألَ عَبدَ اللّهِ مُشيرًا بيدِهِ إِلى المِذياعِ ألم تَنتَهِ هَذِهِ (اللّغايَةُ) وَرَدَّ الصَّغيرُ في شِبهِ استِنكارٍ: لَيسَ بَعد. - وَما عَلَيكَ يا أَبَتاهُ! أَبي يَقولُ عَنها مُمتازَةٌ. "كانَت غَلطَةً مِن الصَّغيرِ لا يَعرِفُ كَيفَ فَلَتَتْ مِنهُ فَصَرَخَ ابنُ زاهِرٍ في وَجهِهِ: وَشَحنَ المِدواخَ ليَحرِقَ ما بِداخِلِهِ مِن تَبـغٍ، وهكذا استمرَّ، إلى أن هدأتْ حالتُهُ ونسيَ، فأخَذَ يَتَلَفَّتُ ذاتَ اليَمينِ وَذاتَ اليَسارِ، كَمَن فَقَدَ شَيئًا، ضَحِكَ الرَّجُلُ وَقالَ: «أَعطِني اليَحلَةَ لِأَشرَبَ. قُل شحّاذٌ أَو ابنُ بحّارٍ، لَم يُحاوِلِ الصَّغيرُ فَهمَ أَيِّ شَيءٍ مِمّا قالَهُ. وَعادَ (خادِم) يُكمِلُ طَريقَ السُّخريَةِ في صمتٍ «هَهُ. مَلِكٌ أَو وَزيرٌ، قُل أَجيرٌ عِندَ حُسَينٍ في بومِهِ المَبنيِّ عَلى السُّحتِ. أأكونُ كالمَرأَةِ المَهجورَةِ أَندُبُ حَظي عَلى الشّاطِئِ وَما زِلْتَ بِصُحبَتي. تَرَكَني الكَلبُ أَكابِدُ الحُزنَ بَعدَ أَن غَمَرَني بِالدُّيونِ».