شهامة عثمان بن طلحة كان لعثمان بن طلحة -رضي الله عنه- موقف عظيم يُبيّن مدى شهامته ورجولته حتّى قبل إسلامه، وذلك أنّه لما أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بالهجرة إلى المدينة هاجر أبو سلمة مصطحبًا معه زوجته أم سلمة وابنه الصغير، ولكنّ قبيلة أم سلمة منعوها من الرحيل مع زوجها وأخذوها إلى ديارهم، فقام بنو أبي سلمة بأخذ الصغير منها ردًّا على ما فعله أهلها. فظلّت أم سلمة -رضي الله عنها- حزينةً تشكو فراق زوجها وابنها قريبًا من السنة حتّى قام أهلها بتركها تذهب إلى زوجها، فهاجرت مع ابنها الصغير تطلب المدينة، وفي الطريق رأت عثمان بن طلحة وكان ذلك قبل أن يدخل في الإسلام، وكان ذلك في منطقة تُسمّى بالتنعيم قريبة من مكة، فلمّا رآها وحيدةً سألها عن وجهتها وهل معها أحد. فلمّا أخبرته أنّها تريد اللحاق بزوجها وأنّه ليس معها إلّا الله وابنها الصغير سار معها طلحة وأرشدها إلى مكان زوجها، وقد وصفت أم سلمة -رضي الله عنه- شهامة عثمان بن طلحة، وقد أسلم -رضي الله عنه- في هدنة الحُديبية في السنة الثامنة للهجرة وهاجر إلى المدينة مع خالد بن الوليد -رضي الله عنه . وقد كان مفتاح الكعبة بيد عثمان بن طلحة وأعطاه لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة، ولكنّ رسول الله أبقاه معه وأعلن بين الناس أنّ هذه المهمة ستظل من اختصاص بني شيبة وهم قبيلة عثمان،