لأن كل شرائع الأنبياء جاءت بحفظ الأصول الكلية، ثم ظهوره في زمان معيَّن أو مكان مخصص ، وإنما تختلف المجتمعات والحضارات والدول ، حتى إنه ليصح أن يقال: إنها أقدم وثيقة مكتوبة - بعد كتاب الله تعالى- لحقوق الإنسان، كما شهد بذلك مفكروالغرب أنفسهم. فمن الطبيعي حينها أن يكون الإسلام سابقاً للمواثيق الدولية المعاصرة في إقرار منظومة حقوق الإنسان قبل إعلان الغرب لها، بل هو أمر مرتبط بتاريخ البشرية، وعملت على تحديد مفهوم هذه الحقوق وحفظها بقوانين معينة تلتزم جميع الدول بتنفيذها من خلال معاهدات واتفاقات دولية توقع عليها الدول، وشهدت فظائع وويلاتلم يسبق لها مثيل في منتصف القرن العشرين أفضت إلى هلاك ملايين البشر في الحرب العالمية الثانية، كل ذلك دفع الناس إلى التفكير في إيجاد نظم تحميها من تكرار تلك الفظائع، ثانياً: الاتفاقيات والمؤتمرات الدوليةكثرت المؤتمرات والاتفاقات الدولية التي تنعقد لأجل حقوق الإنسان عامة، ثالثاً: الجمعيات والهيئات والمؤسسات المتخصصة في حقوق الإنسان: لقد نشطت في هذا العصر جمعيات كثيرة متخصصة في حفظ حقوق الإنسان، وأصبحت الجمعيات والهيئات موجودة في كل النظم السياسية المعاصرة. ومن هذه المنظمات والهيئاتأولاً: الأمم المتحدة:التحفظالأمم المتحدة هي منظمة دولية نشأت عقب الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٤٥م، ويبلغ عدد أعضائها الأن ۱۹۳ دولة، وللأمم المتحدة حسب دستورها أربعة مقاصد رئيسة هي: حفظ السلام في جميع أنحاء العالم، وكذا من خلال عقدالمؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية وعبر الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوقالإنسان، وحث الدول على الانضمام إليها. وجميعأعضاء هذه المنظمة متطوعون، يكونون فيما بينهم مجموعات داخل الدول لا تقل كل مجموعة عن خمسة أعضاء، ثم أصبحت وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، ومحاربة الفقر، والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان، وكذا اللجنة الإفريقيه تسوق الإنسان والشعوب. يقسم الإعلان حقوق الإنسان إلى نوعين:۱- حقوق تُخَوّل صاحبها نهج سلوك معين وتتمثل في الحقوق المدنيةوالسياسية في مواجهة الدولة، ويُعبَّر عنها بالجيل الأول لحقوق الإنسان. ۲- حقوق تُخَوّل صاحبها الحق في اقتضاء خدمة أساسية من الدولة، وتتمثل في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا هو الجيل الثاني لحقوقالإنسان. فالنوع الأول من الحقوق كان يعطي الشخص حرية مدنية وسياسية من دون أن يكون هناك التزام سياسي من الدولة في تقديم حقوق معينة للمواطنين، واحترام وتفعيل ما جاء في بنودها.