أسلوب التذكر تتداعي إلى ذهن محمد الرشيدي صورة من الماضي، تراهي مواجهتها صورة من الحاضر، ومن المقابلة بين الصورتين، بيرز إحساسه حاداً بالفقد والاغتراب في المكان، فحين أطل الشيخ من نافذة في مسكن ابنه بمصر الجديدة رأى بستانا كبيرا يتوسط مربعا من العمارات مكان الجامع الكبير الذي كان يطالعه من نافذة حجرته بالمنيرة " ونجيب محفوظ كما ترييقدم تلك الصورة الوصفية بأسلوب، تداخل الصور الذي ينبع من تكثيف العبارة وشدة الإحكامها، وانما ضمتهما. معا عباره واحدة ركز الكاتب بناءها، وربط مفرداتها بعضها البعض ويعني الجيب محفوظ إحساس محمد الرشيدى بالفقد وما يمتزج به من إحساس بالاغتراب في المكان والزمان باستخدام أسلوب التذكر الماضي مرة أخرى مقرونا بالحاضر وفي مواجهته تلك اللقطة التي قدمها وقد ذهب الشيخ إلى قهوة ماتنيا بميدان العتبة الخضراء مفضلا اياها على أي قهوة من مفاهي مصر الجديدة الجميلة و الغربية من البيت حين عرض عليه ابنه ذلك لتزجيه وقت فراغه بدلا من المكث في البيت وبعد رفض الذهاب إلى النادي رفض الرشيدي مقاهي مصر الجديدة واجتنبه الماضي بقوة إلى قهوة مناتنيا ميدان العليه الخضراء فقد كانت مقصده في سنوات عمره الخالي وملتقى أصدقائه ومعارفه وكم شهد فيها مناقشاتهم السياسية والعاب البرد الحامية بينهم وها هو ذا الآن يتفقد المكان فلا يعتر لشيء من ذلك على أثر حتى صاحب المقهى الرومي الودود والنادل ذو الشوارب البقانية وكثير مما كان يزينها وتعمر به من المزايا المصقولة والترابيزات الرخامية والتراجيل كل ذلك اختفي !!! ومع كثرة الذين شكلوا مقاعدها من : الرواد التذ وتردد في نفسه السؤال: