ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من اثنى عشر ألف بيت وقسمت أيضا إلى أربع وعشرون نشيدا أو أنشودة, بدورها تنقسم إلى ثلاث أجزاء رئيسية : أولها اعمال تليماخوس وهي تتضمن وسميت باسمة لأنة يقوم فيها بالدور الأول ؛ مغامرات أو ديسيوس " ويصفها الشاعر في الأناشيد السبع التالية ؛ أوديسيوس " وهو يشمل الجزء الأخير من الملحمة ويخبرنا فية الشاعر عن رجوع أوديسيوس إلى وطنة وتخلصة من أعدائة الذين كانوا قد استولوا على قصرة وأرادوا أن يرغموا زوجتة على الزواج بواحد منهم . وبشرح مختصر للأوديسا نجد أنها تتناول بعض مالحق بأوديسيوس ) وهو أحد أبطال اليونان في حرب طروادة ) في أثناء عودتة إلى البلاد بعد انتهاء هذة وبعض ما تعرضت لة زوجتة الوفية بنيلوبي وما تعرض لة ولدة الصغير تليماخوس في أثناء غيابة عنهما . عودة اليونانيين إلى بلادهم بعد انتصارهم فى حرب طروادة, وكان أشدهم غضبا الإلة بوسيدون رب البحار, فهو الذي ارسل عليهم العواصف, وأغرق منهم مناغرق, وضلل ببعضهم في البحار فظلوا يخبطون فيها لمدة طويلة . وكان أوديسيوس من أشقى الأفراد و احقهم بعذاب بوسيدون : فقد اعتدى يوما على أحد أبناء هذا الإلة ولطمة على عينية لطمة أفقدتة البصر . فأخذ بوسيدون يذيقة من أصناف العذاب مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ثم قذف بة في جزيرة تملكها عذراء البحار وتدعى كالوبسو, حيث تعرض لمناظر مخيفة يفزع لها الشياطين . وإمعانا فى النكاية بة وتطويلا لمدة غربتة, ألقى بحبة في قلب هذة العذراء, فاعتقلتة لديها وحرصت على بقائة معها. افراد أسرتة, فظن معظمهم أنة قد لقى حتفة . أمينة على حرمتة . وشبابها . إلا وفاء لزوجها, ولكنها رأت أن مفاجأتهم بالرفض قد تدعوهم إلى الفتك بها ولما طال بها الأمر, وضاقت بهم ذرعا ورأت أيديهم تمتد إلى ثروة زوجها طلبت من ابنها تليماخوس أن يغادر المدينة ويذهب إلى بولوس و وظهرت لة الإلهة أثينا نفسها في صورة إذ كانوا يحرصون أن لا يعود أوديسيوس, فقد كان من بينهم من يعشق بنيلوبا . وعندئذا تمثلت لة أثينا فى صورة منتور Mentor ( أحد أصدقاء ابية ) وقدمت لة كل ما كان ينقصة لسفرة وطلبت من أبيها زيوس أن يخلص أوديسيوس من نستور, ولكنة لم يكن يعلم شيئا وينصحة بالتوجة إلى اسبرطة لعل ملكها يدلة علية, السفر حتى بلغ اسبرطة حيث التقى بمينيلاوس وزوجتة هيلينا فاحتفيا بة, ولكنهما لم يستطيعا أن ينبئاة بشئ عن مقر أبية لعدم علمهما بة. وقد لبى زيوس رجاء ابنتة أثينا, ليامرها باطلاق سراح أوديسيوس بعد أن اسرتة لمدة سبع سنوات . فلم يسعها إلا الإذعان لأمر كبير الآلهة, ولكنة لم يرق لحالها, فيعمل البطل لنفسة زورقا ويبدأ رحلتة, اضطرابا شديدا ويقذف بالزورق فى مهب الرياح ويلقى بة في كل اتجاة, البطل في كفاح مستمر ونضال مرير حتى يصل إلى جزيرة الفيكيان حيث يجد غابة ينام فيها . ابنة ملك الجزيرة إلى شاطئ فتجد اوديسيوس وتتحدث إلية وتعجب بدماثة خلقة فتطلب إلية أن يذهب إلى قصر أبيها. فيبحث عن القصر حتى يجدة ويدخلة فيرحب بة الملك والملكة. حتى سمع يوماً مغنيا يقص على الناس فى طرقات المدينة حرب طروادة ويشيد فأعاد ذلك إلى ذاكرتة مجدة الغائب وزادة حنينا إلى وطنة, وخانتة دموعة المتساقطة على مرأى من مضيفية, فلم يسعة حينئذا إلا التصريح لهما باسمة وما كان من أمرة فى أثناء حرب طروادة وبعدها وعندئذا رق الملك وزوجة لحالة, وقد واتاة الحظ في هذة الإلهة أثينا حاميتة, فبدلتة لصورة شحاذ بائس ليخفى أمرة على اعدانة, فتتاح لة سبل كثيرة للانتقام منهم . منزل ايميوس الذى كان راعيا لدوابة, واستطاع أن يتعرف منة على تفاصيل ما حدث لزوجتة وابنة في أثناء غيابة عنهما. وعندئذا. هبطت أثينا على تليماخوس وهو بإسبرطة عند مينيلاوس وقادتة إلى منزل هذا الراعي حيث التقى بأبية وتعارفا واتفقا على كتمان الأمر عن جميع الناس ودبرا حيث تقيم بينيلوبا زوجة أو ديسيوس . القصر وحاشيتهم ما عدا خادمتة العجوز يوريكلى التى قد عرفتة بعلامة في قدمية ولكنة طلب منها كتمان امرة فعاهدتة على ذلك . حينئذا أن عند قدوم فيلوتيوس أحد رعاة دوابة, منة إحضارها لنحرها في وليمة دينية عزم القصر على إقامتها, وحينئذا رأى أوديسيوس أن الفرصة سانحة للكشف عن أمرة لراعيية الأمينين فعرفهما هدف منصوب, وعندئذا حضر فطلب تليماخوس أن يدفع إلية بالقوس فقد ياتي بما عجز عنة هؤلاء, فحركة بكل سهولة, وحينئذا ظهر بصورتة الحقيقية, وفاجاً فتعانقا طويلا, حيوية ورصانة. وقد علل ذلك بأن الشاعر قد نظم الإلياذة في إبان عمرة, وقريحتة على نضارتها ؛ على حين أنة نظم الأوديسا في شيخوختة وهرمة . 1- موضوعة وأغراضة والفرق بينة وبين الشعر الحماس. بمختلف الحقائق المتعلقة بالفرد والمجتمع والطبيعة وما وراءها. فهو يتعرض للأخلاق والعقائد والعبادات والتاريخ والعلوم والفنون والصنائع, ويعالج هذة وتفصيل ما يجب على الفرد نحو ربة وعشيرتة ووطنة, والفروع وتسلسل الحوادث وترتيبها, المقدمات بالنتائج . وإذا تعرض للعلوم أو الفنون أو الصنائع على بتقرير الحقائق. ووضع القواعد, ومن ثم يظهر الفرق بين الشعر الحماسي والشعر التعليمي . فالأول, كما سبق وقد اشرنا, شعر وبلاغة أكثر منة شئ آخر, فهو وإن اشتمل على القصص و الأخلاق ومسائل العلوم وما إلى ذلك, العبارة وسمو الخيال الشعرى والتأثير فى الوجدان أكثر مما إلى سرد الحوادث أو تقرير الحقائق على حين أن الشعر التعليمى حقائق وتاريخ أكثر منة شيء آخر. حقا إنة يشتمل على جمال الأسلوب وحسن العبارة والخيال ؛ لانة لو تنازل عن هذة الأمور ما صح أن نعدة شعراً ؛ ولكن نجد أنة يرمى إلى التعليم أكثر ممايرمى إلى بلاغة القول وسحر البيان. العلوم, قصص الحروب والإشادة بأبطالها ؛ بالذات في الشعر التعليمى, بل لا يكاد يعرض هذا الفن لما عداها من البحوث . يختلفان كذلك في مناطق ظهور كلا منهما. كما سبق وأشرنا ظهر عند اليونانيين أي عند الشعوب اليونانية التي هاجرت إلى آسيا الصغرى و عند سكان الجزر. أما الشعر التعليمي فيغلب على الظن أنة ظهر فى شبة جزيرة البلوبونيز عن أهل بؤوتيا واللوكريين و غير أن معظم ما وصلنا منة مؤلف بلهجة أيونية. إلى أن شعراء هذا الفن قد اتبعوا في نظمة نفس الطريقة العروضية التى نظم بها ولا يظهر جمالها وأثرها الموسيقى إلا مع هذة اللغة, أثر الشعراء التعليميون, وقد ساروا عليها في نظمهم, وأن يؤلفوا شعرهم باللغة التي تلائمها وهي اللغة الايونية. هذا, وموضوعات في التاريخ السماوى والارضى . ولم يكن هيسيود هو أول من نظم الشعر التعليمى ، بل سبقة شعراء آخرون مهدوا لة الطريق, وكانوا أقل منة شأناً, واهتموا بسرد الأنساب ووضع التقاويم الدينية وكتابة الأمثال العلمية التي تنفع الناس وتعلمهم, ثم جاء هيسيود وخلق منة فنا بلغ حد شعراء أشهرها قصيدتان تنسبان إلى الشاعر هيسيود, والثانية هي ( ثيوجونيا) أى بمعنى أنساب الآلهة, وهو مسائل التاريخ السماوي و الأرضى ) . وفيما يلى سوف نتعرض لهاتين هيسيود وأعمالة ومع ان وسوف نجد إن حياة هيسيود يحوطها الغموض, مثل حياة هوميروس هيسيود يحدثنا في أشعارة عن نفسة وعن أبية ووطنة, فأننا ما زلنا نجهل حقائقعلى أن الوعي السياسي أخذ يقوى وأن الشعب اليوناني بدأ يستيقظ, وأن هيسيود ونجد أن قصيدة الأعمال والأيام تتألف من ثمانى مائة وثمانية وعشرون بيتاً . وتنقسم إلى ثلاث أقسام مختلفة في طبيعتها وأساليبها وأغراضها ومناسبات تأليفها ونجد أن القسم الأول ينظم فى ثلاث مائة وثمانون بيتا من صدر هذة القصيدة . وأن هيسيود قد نظمها بمناسبة النزاع الذي حدث بينة وبين أخية بسبب المزرعة وقسمتها بينهما. وفى هذا الجزء يوجة والقناعة وعناصر كل منها وأصولة ونتائجة, التاريخية السماوية والأرضية, وأن التنازع يؤدي إلى الفشل وذهاب وأن القناعة بالنصف خير من التنازع على الكل ؛ وأن الإلة زيوس وأنة يحب الاستقامة والعدل, ويقرب إلية المخلصين الأوفياء, ويبارك لهم فى ذرياتهم وأهلهم, ويضاعف لهم من غلات حقولهم, والطمأنينة فى بلادهم ومساكنهم, وينزل بهم وبعشائر هم نقمتة الشديدة فى الدنيا وأليم عقابة في الآخرة ؛ وأن أهم ما يجب على الحكام والأمراء هو احترام العدالة, مثقال ذرة من أعمالهم, فهو يدرك خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم, مراقبتهم وإحصاء أعمالهم غلى ثلاث آلاف من الملائكة المخلدين الذين يرون الناس من حيث لا يراهم أحد ؛ وأما الدهماء من الناس فينبغي أن ينكب كل منهم على عملة المشروع, فيكسب رزقة بعرق جبينة, واحترام مالة وملكيتة, وعلى هذا النسق ينسج الشاعر جميع هذا القسم. أعمال الحقل وما يتصل بها . وقد ألف بعد تأليف الجزء السابق وفي مناسبة فقد ألف القسم الأول على أثر ما أصاب هيسيود من ظلم في قسمة المزرعة بينة ثروتة . ويظهر هيسيود في هذا الجزء أكثر هدوءا وأقل انفعالا ومشورة ممن في بذلك غيظة وهدأت ثائرتة . ولعل السبب فى هذا أن القضاء الإلهي قد ثار من اخية, ذلك الخريف باعمال الحرث وتنتهى بعد عام فى الخريف التالي بأعمال الحصاد ؛ فية وما ينبغي أن تكون علية, ويشرح الأمور المتصلة بها. للكلام عن الآلات الزراعية المستخدمة في الحرث والسقى والحصاد, وما إلى وعن الأنعام وأوجة الانتفاع بها في الزراعة, وعن الخدم والرقيق وصلتهم بالحقول, أنواع الملابس وأصناف الأغذية أما الجزء الثالث فهو عبارة عن تقويم فلكى فى نحو سبعين بيتاً قسم فية الشاعر وفقا لعقائد دينية كانت منتشرة في عصرة إلى قسمين : أيام سعادة وأيام نحس يخفق فيها كل مايقوم بة وكانت هذة القصيدة إذن أول صرخة ضد الظلم, وأول تحذير ضد الحرب, وكان فوصفها على أنها مهنة شريفة تقوم على العمل والكفاح وهما مصدر كل سعادة وهناء . والقصيدة تظهر التطور في الدين اليونانى لأنها رفعتة إلى منزلة سامية وجردتة من صفتة المادية التي كان يتصف بها في أشعارة هوميروس . فالدين عند هيسيود وجد لخدمة العدالة التي يسهر كبير الألهة على تطبيقها ويعاقب الخارج على قوانينها, ذلك تمهيدا لظهور الفلسفة الخلقية . وبفضل إخلاصة في مناصرة الضعفاء, اجتماعي وأول مناد بالمساواة لذا رجع إلية المشرعون عندما فكروا في وضع تشريعاتهم لتنظيم المجتمع على أساس ديمقراطي سليم . وتدل بعض مقطوعات هذة القصيدة على أن هيسيود كان من محترفى الشعراء المغنين, وأنة تقدم لمباراة غنائية أقيمت في مدينة كلخيس بمناسبة وفاة عظيم يدعى أمفيداماس, وحصل فيها على الجائزة الأولى . الأقاصيص التى كانت منتشرة عند قدماء اليونان أن منافسة في هذة المباراة كان ولكن كثيرا من مؤرخى الأدب يشك فى نسبة هذة المقطوعات ويؤيد هذا الرأى أن شعر هيسيود ليس وأن قصائدة ليست من النوع الذي يمكن أن يقدم فيمباراة من هذا القبيل . فلا شك أنة محض اسطورة ونسج خيال ؛ الشاعرين كما سيظهر ذلك . عصر وقد ورد بصددها في بعض ثم رمى بجثتة في البحر, فتقاذفتها الأمواج حتى القت بها على الساحل, أو ينوى بقرب نوباكت بمقاطعة لوكريدا, كما وأقرب آرائهم إلى المعقول . وأنة نشأ في عصر لاحق للعصر الذى نشأ فية هوميروس, حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. فيما سبق قد ذكرنا أن فنون الشعر التعليمى ترجع إلى ثلاث أقسام : هم أصول وحقائق الفنون الزراعية والصناعية ؛ ومسائل التاريخ . وقد عرضنا منذ قليل قصيدة ( الأعمال و الأيام) وهي التي تمثل القسم الأخير, اليونان. كما يدل على ذلك اسمها أنساب الآلهة, فتبين نشأتهم وأنسابهم وأصولهم وشعبهم, الإجلال حتى أن هيرودوت اعتبر ناظمها خالق الدين اليوناني وواضع أسسة مع هوميروس. فيستهلها الشاعر وكيف بدأت بظهور مخلوقات ثلاثة : الفوضى, والأرض, ولدت بعدها السماء وجماعات من الشياطين والعمالقة ( تيتانيس و كوكلوبيس ) ثم تزاوجت هذة المخلوقات فيما بينها وأنجبت أجيالا متعاقبة منها جيل الآلهة : زيوس و هيرا وهاديس وبوسيدون . الآلة زيوس كة هائلة بين الآلهة بزعامة زيوس وبين التيتانيس تنتهى بانتصار الآلهة وتنصيب زيوس ملكا عليهم . الأولومبوس وينهى قصيدتة بالدعاء لربات الشعر (354) - 1200 ) . بعد أن شتاتها , ووفق بين المتنافر منها, يسودة الانسجام, وحرص على أن جمع وا وكما سبق وأن ذكرنا أنها تتألف من أكثر من ألف بيت . وقد دخلها و شأنها في والنقص . وبيد أنها على الرغم من هذا كلة لا تزال في مجموعها متماسكة منظمة القصص, محتفظة بوحدتها في الأسلوب العام فلا يظهر في فقرة من فقراتها إلة بغير الصورة التي رسمت لة في الفقرات الأخرى . فهى ترتب ونجد أن يسودها روح البحث العلمى, وتسير في علاجها للحقائق وفقا لمبدأ وتحرى الحقيقة وترتيب الحوادث في صورة مجسمة تتفق مع مناهج البحث وأما المبدأ الفلسفى الذى تتبناة فى علاجها للحقائق فيتلخص في ويتجة في تعاقب طبقاتة ولذلك تظهر فيها كل طبقة من طبقات الآلهة في صورة أدني إلى ونجد أن مؤلف هذة القصيدة لم يتكلم عن نفسة كما فعل مؤلف قصيدة ( الاعمال و الأيام ) ولذلك تضاربت فية الآراء : فمن قال إنة هيسيود نفسة ؛ شخص آخر غيرة . ووجد بذلك مذاهب مختلفة بصدد اسمة وأسرتة ومنشئة وتاريخة . وليس بين هذة الآراء ما يسمو إلى مرتبة اليقين : فبعضها يعتمد على مجرد الحدس و التخمين ؛ وبعضها يعتمد على حجج ضعيفة لا يطمئن إلى مثلها التحقيق العلمى . ولكن أدناها إلى الصحة وأكثرها اتفاقا مع ما تنبئ عنة لغتها و أسلوبها واتجاهاتها هو المذهب القائل بأن وقد ورد في مقدمتها بعض أبياتتؤيد هذا المذهب. ونحن لا نستطيع على وجة اليقين تحديد العصر الذي ألفت فية من القرن الثامن قبل الميلاد . وبعض سنين من النصف الثانى من هذا القرن . وينسب النقاد إلى هيسيود قصائد أخرى لتقارب أسلوبها مع أسلوبة ولوجود شبة ونحن لا نعرف عن هذة القصائد شيئا يذكر فلم لذلك تعزى شهرة هيسيود إلى قصيدتي الأعمال و الأيام و أنساب الآلهة, وقد احتلتا منزلة سامية عند اليونان فوضعوهما ضمن مناهج التعليم و اهتموا بتدريسها في المدارس . الباب الأول الفصل الأول من هم الشعب اليوناني وحضارتهم وادابهم نعلم مما وصلنا من معلومات ان قدامى اليونانيون كانو يتألفون من عدة قبائل تتفق ولكن مع ذلك تختلف بعضها شئون الحياة, أبرز فئات القبائل اليونانية وأعظمها أثرا, وكانت نظم كلتيهما مثالا يحتذى في معظم الشعب اليوناني احداهما مجموعة القبائل الدورية وهي التي كانت تسكن وقد اشتهرت بلادهم باسم عاصمتها كما اشتهروا هم أنفسهم باسم الاسبرطيين أو اللاسيديمونيين. وقد اشتهرت ونجد ان أثينا تعتبر في فترة من الفترات الأم الكبرى للقبائل اليونانية, أسبرطة كانت عاصمة للقبائل الدورية, وان أثينا تقع فى الشمال واسبرطة تقع في وان أثينا تهيمن على شرق اليونان وجزر البحر وشواطئ آسيا الصغرى, وان أسبرطة تهيمن على الجانب الجنوبي والغربي من بلاد اليونان. الانساني بمختلف مظاهرها. التالية لهم, وعلى قواعد مدنيتهم قامت المدنية الاتينية التي تفرع منها عدد كبير ونعلم ان لم تنهض أوروبا نهضتها الحديثة وتخرج من ظلمات الجهل التي شملتها للغتهم وآدابهم وعلومهم, فالعالم في جميع مراحلة قديمها ومتوسطها وحديثها وحاضرها, مواهب وكفائات لم تكد تجتمع لغيرة من الشعوب ؛ شعب باستعداد بارز فى الصناعة أو في ناحية منها, أو يمنح النبوغ في التجارة أو ترقى لدية الروح الزراعية وتتهذب ونواحيها, البحوث العلمية, أو يبرع في معالجات الألهيات وما وراء الطبيعة, أو يكون لة التفوق المميز في ميادين الرياضة و التربية البدنية و الفنون العسكرية, تفكيرة الفلسفي, أو يبرز في الآداب, ونجد انة ليس بعجيب أن يزود الشعب باستعداد بارز في واحد من هذة الأمور أو وأنما يكون العجيب أن تبلغ مرونتة ومرونة استعدادة الى درجة تتيح لة النبوغ فيها جميعها, -2- عمق التفكير ودقتة وعدم قناعتة بالفهم السطحي والالمام بظواهر الأمور بل كانت مشتركة بين جميع عناصرة ومختلف مراحلة وشتى أنواع تفكيرة. ونتبينها جلية واضحة في آداب القرن العاشر قبل الميلاد, كما نتبينها في أحدث آدابهم بالعصر الذهبي و وينطق بها كل مظهر من مظاهر نشاطهم الفكرى و ونجدها شرائع ونظم سياسية واجتماعية. وجلاء صورة العقلية, ونفورة من التعقيد في الخيال والابهام ونجد انة ينطق بذلك جميع آثارهم الأدبية التي وقد ظهرت هذة النزعة بصورة واضحة فى معظم فنون ادابهم ومختلف نواحي تفكيرهم. ولكن فالمعروف عن اليونان أنهم كانوا من أكثر الشعوب احتراما لتقاليدهم وتقديسا حتى لقد بلغ بهم الأمر الى عبادة أبطالهم الأولين. ولكنهم مع ذلك كانوا ينفرون من كل ما وقد وقد برزت نزعتهم هذة في كل ما وما الى ذلك والينا مثلا الموضوعات التى كانت تعالج في المسرح, ولكن يندر أن نجد شاعرا مسرحيا ينقاد انقياداً أعمى لاراء سلفة, أو يقف في علاجة لشئون وأهم الأمور الموجهة الدينية ؛ وثانيهما مادى يتصل بنظمهم الاقتصادية وخاصة ما يتعلق منها بشئون أولا : ونجد أنة جرت العادة على تقسيم المراحل التي اجتازها الأدب اليوناني الى خمسة أقسام يمتاز كل منهما عن الأخر باتجاهاتة الأدبية الخاصة وبما ظهر فية من فنون وبالمنحنى الذي اتخذتة هذة الفنون في أساليبها وألفاظها وقواعدها وطريقة وهذة الأقسام هي : العاشر قبل الميلاد. ب العصر الأيونى الدورى : ويمتد هذا العصر من القرن العاشر الى القرن