وذلك تنفيذا لأمر الله تعالى (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) (آل عمران ١٥٩)، ولا يمكن للشورى أن تكون حقيقية إلا إذا راعت التمثيل الصحيح للأمة، ولذلك فقد طلب رسول الله من الأوس والخزرج يوم بيعة العقبة الكبرى، أي قبيل الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية الأولى، طلب منهم أن ينتخبوا ممثليهم فقال: (أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا ، وذلك لأن عدد الخزرج كان حوالي ثلاثة ولكن أضعاف عدد الأوس. وما ولا يمكن للشورى أن تكون حقيقية إلا إذا التزم الحاكم بنتيجتها وإن خالفت رأيه، ولذلك كان رسول الله ﷺ يلتزم بنتائجها ما لم ينزل في المسألة وحي من الله تعالى، فقد التزم بها حينما استشار في غزوة أحد في الخروج للقتال أو القتال متحصنين في المدينة، وكان ذلك مخالفا لرأي رسول الله ومن معه .