كما أسس جمعية العلماء المسلمين التي تمكنت من إعادة بناء الإنسان الجزائري وصقل شخصيته القائمة على بعدي العروبة والإسلام، واعتلى منبر والصحافة ليقينه بالدور الفعَّال الذي تمارسه الصحافة في توعية الجماهير والتأثير في أصحاب القرار، ومارس نشاطه السياسي بكل جرأة ضد المستعمر، كما ركز البحث على جوانب العوامل الأساسية التي ساهمت تكوين المنظومة الفكرية لابن باديس التي استطاع من خلالها الوصول لعقل وفكر كل مواطن عربي ومسلم يؤمن بإمكانيات أمته وعظمة دينه. وقد توصل البحث إلى أن أراء ابن باديس ومواقفه كانت ذات أثر كبير ليس في حياته فقط وإنما بعد وفاته، فقد استمرت الحركة الوطنية في مقاومة الاستعمار الفرنسي وتمخضت عنها ثورة المليون ونصف المليون شهيد عام 1954م، كما يرجع الفضل لابن باديس في إذكاء روح التحرر والمطالبة بالاستقلال لدى كافة الشعوب العربية في أفريقيا.