يقول في وصف المسجد القبليّ: هو من المساجد العجيبة الرائقة الفائقة الحسن، يُقال: إنّه ليس على وجه الأرض مسجدٌ أكبر منه، وأنّ طوله من شرقٍ إلى غربٍ سبعمائة واثنتان وخمسون ذراعاً "بالذراع المالكية"، وعرضه من القبلة إلى الجوف أربعمائة ذراع وخمس وثلاثون ذراعاً، وله أبواب كثيرة في جهاته الثلاث، وأمّا الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا باباً واحداً، والمسجد كلّه فضاءٌ وغير مسقّف إلا المسجد الأقصى فهو مسقّف في النهاية من إحكام الفعل وإتقان الصنعة، مموّهٌ بالذهب والأصبغة الرائقة، وقال في وصف قبة الصخرة: قد توفّر حظّها من المحاسن، ولها أربعة أبواب، والجائر فيها مفروض بالرخام أيضاً، محكم الصنعة وكذلك داخلها، وفي ظاهرها وباطنها من أنواع الذواقة ورائق الصنعة ما يعجز الواصف، وأكثر ذلك مغشّى بالذهب فهي تتلألأ أنواراً أو تلمع لمعان البرق يحار بصر متأمّلها في محاسنها، ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها، وفي وسط القبة الصخرية الكريمة التي جاء ذكرها في الآثار، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرج منها إلى السماء، وهي صخرة صماء ارتفاعها قدر قامة، ارتفاعها نحو قامة أيضاً، ينزل إليها على درج وهنالك شكل محراب، وعلى الصخرة شبّاكان اثنان محكما العمل يغلقان عليها، والثاني من خشب، وفي القبة درقة كبيرة من حديد معلقة هنالك،