إله غيره ما انزلت سورة من كتاب الله إلا انا اعلم اين انزلت، وأما كتابة القرآن في السطور فقد كان للنبي صلى الله كتاب للوحي معروفون بالدين الكامل والأمانة الفائقة والعقل الراجح، والتثبت البالغ كما كانوا معروفين بالحذق في الهجاء والكتابة، وقد اشتهر منهم الخلفاء الأربعة، والزبير بن العوام، ومعاوية، وخالد، وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم (۸۰). وكانت تنزل الآية عليه فيأمرهم بكتابتها، ويرشدهم إلى موضعها في سورتها كما كان بعض الصحابة يكتبون ما ينزل من القرآن ابتداء اجتهادا من أنفسهم ، الوقت فكانوا يكتبونه على كل ما تناله أيديهم من العشب وهي جريد النخل". واللخاف: "وهي الحجارة الرقيقة". والرقاع: وهي القطعة من الجلد أو الورق". الكرانيف: "وهي أطراف العسب العريضة". والأقتاب: جمع قتب وهي الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه". كما يبين حدیث زید (۸۱). وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون جهد هؤلاء الكتاب في كتابة القرآن فمنع من كتابة غيره إلا في ظروف خاصة لبعض أناس مخصوصين، وقبض رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم والقرآن محفوظ في الصدور، ومكتوب في الصحف على نحو ما سبق، مفرق الآيات والسور، أو مرتب الآيات فقط وكل سورة على حدة فلم يجمع القرآن الكريم في العهد النبوي بين لوحين؛ لأن الوحي كان وما زال يتنزل، فإذا نزلت آية أمر كتابه بتدوينها في سورتها وفي الموضع الذي أمر الله (۸۲). فالوحي كان يتنزل تباعاً، فيحفظه القراء، ويكتبه الكتبة.