ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالعمل والعاملين، لأن العمل لا تعود فائدته على العامل وحده، وإنما العائد على المجتمع كله، وخذ مثلاً المزارع الذي يفلح الأرض لتثمر الثمر وتنبت الزرع، فإن العائد من هذه الزراعة للمجتمع. كذلك الذي يقوم بالبناء وبيني العمارات، فإن ذلك عائد على المجتمع، وخذ كل مهنة فسوف ترى أن كل واحد يعمل في جزء يكمله الآخر، فالذي يعمل في الزراعة يحتاج إلى من يطحن وبعد الطحن لابد من مخبز، وبعد الخبز لابد من حمله إلى المستهلك، والذي يصنع النسيج يحتاج إلى من يزرع القطن، وإلى التاجر الذي يحمله منه إلى مصانع الغزل، وهناك الآلات التي صنعها الصانعون لتتولى غزل القطن أو الصوف ثم يدخل إلى النسيج ثم يدخل إلى الصباغة ثم إلى التجهيز . إلى أن ينقل إلى المستهلكين.ولو أن أي إنسان أهمل في إنتاجه سيلحق الضرر بالآخرين، عليه أن يجودها ويحسن فيهاويرقى بمستوى الأداء وهذا ما حث عليه الإسلام في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه". والحق سبحانه وتعالى رفع شأن الإنسان وزوده بقدراته البدنية والعقلية والملكات الفكرية،