تُغطي هذه النصوص إمارتي المناذرة في الحيرة (جنوب العراق) والغساسنة في حوران (جنوب سوريا). كانت المناذرة تحت سيطرة الفرس، بينما خضعت الغساسنة للبيزنطيين. كُلّتاهما عملتا كدرع ضد هجمات الدولة الأخرى وبدو الصحراء، إلا أن هذه التبعية أدت لحروب دامية بينهما بسبب غرور الدولتين الأجنبيتين، واستمرت هذه الحالة حتى الفتح الإسلامي. يُعرف المناذرة بـ"آل لحم" و"آل تنوخ"، وتختلف الروايات حول أصولهم وملوكهم، مما صعّب على المؤرخين تحديد تاريخهم بدقة. لذا، اعتمد المؤرخون على مصادر يونانية، لاتينية، وسريانية للتصحيح، وكذلك في حالة الغساسنة (آل جفنة). يُذكر أن الدولة الرومانية انقسمت عام 294م إلى شطرين، الشرقي (البيزنطي) الذي ورث سيطرة روما على بلاد الشام، مصر، وشالي أفريقيا.