يذكر تاريخ العصر الجاهلي أن العرب في شبة الجزيرة، وكانوا يعيشون وفقًا للنظام القلبي، فلكل قبيلة شيخ له مجلس يُعاوِنه ويستشيره، ويتم اختيار المجلس من البطون والعشائر وفق معايير تَفرِضها البيئة: كالشجاعة والفروسية، وكان شيخ القبيلة يرشّح لزعامة القبيلة بمقتضى هذه المعايير التي تُقاس بها أقدار الرجال، وتُوزَن بها مكانتهموكان يفضّل شيخ القبيلة، عن بقية أفرادها في الحقوق بخمسة: فله ربع الغنائم في الحرب، وما يصطفيه لنفسه من عبد وملابس وأسلحة، وله الرأي في إعلان الحرب والتخطيط لها ووقفها، وله النشيطة مما يأخذ من العدو قبل الاشتباك، وله الفضول مما لا يقبل القسمة كالسيف، وكانت الروابط القبلية روابط قوية، فالقبيلة تقف مع أفرادها ظالمين أو مظلومين، والأفراد يناصرون قبيلتهم، ويبذلون لها الأرواح والأموال.