أخرى أن تحققه مند نجاح الحملة الصليبية الأولى في السنوات الأخيرة من القرن الحادي عشر الميلادى، حيث تم الاتفاق على أن يأخذ فريدريك القدس من المسلمين، ويبقيها على ما هي من الخراب ولا يجدد سورها، وأن تكون سائر قرى القدس للمسلمين، وأن الحرم بما حواه من الصخرة والمسجد الأقصى يكون بأيدي المسلمين، لا يدخله الفرنج إلا للزيارة فقط، ويتولاه قوم من المسلمين يقيمون فيه شعائر الإسلام من الآذان والصلاة، وأن تكون القرى التي فيما بين عكا وبين يافا ، وبين لد وبين المقدس بأيدي الفرنج . ثم عقدت الهدنة بينهما، وخمسة أشهر وأربعين يوما أولها الثامن من شهر ربيع الأول عام ١٢٢٩م . كانت الصدمة عنيفة على العالم الإسلامي، سار عليها الكامل قد أتت ثمارها المرة في هذه المعاهدة؛ دون قتال . كل ما فتحه المسلمون أيام جده صلاح الدين الأيوبي بعد حروب استرداد طويلة بدأت قبل عهد عماد الدين زنكي . وانهار جهد عشرات السنين، وأهدرت دماء آلاف الشهداء الذين خاضوا القتال ضد