يُعرّف رأس المال الاجتماعي، حسب بورديو، بأنه موارد حقيقية أو متوقعة مرتبطة بشبكات علاقات متبادلة، وقد ربطه بورديو بالتحليل الطبقي. لكنّ تبني مفهوم رأس المال الاجتماعي في أوساط التنمية نزع عنه هذه الرؤية، مُعيدًا صياغته في إطار سلوكي اقتصادي، كما في أعمال كولمان وبوتنام. يرى كولمان أنه رصيد من العلاقات والقيم يُمكّن الفرد من بناء علاقات وتوقعات، بينما يرى بوتنام أن أساسه يكمن في علاقات الشبكات الاجتماعية وقيمتها لمساعدة بعضها البعض. لذا، يُشير رأس المال الاجتماعي إلى الفوائد الناتجة عن الانتماء لشبكات اجتماعية، مُشكّلاً جدار أمان، خاصة للفقراء، في مواجهة احتياجاتهم اليومية. تُعدّ الأسرة، المجتمع، المدرسة، وربما مكان العمل، المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية من أهم مصادره. كما يُشير إلى الثقة الاجتماعية، وأنماط السلوك، وشبكات العمل التي تُساهم في حل المشكلات العامة، حيث تُعزز كثافتها التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة ومواجهة المشكلات المعقدة. يرى بعض علماء الاجتماع أنه قدرة المجتمع على إقامة علاقات تعاونية، أي العمل الجماعي عبر المجتمع المدني لتطوير إمكانات البشر، وتوفير اتصالات وفرص للتغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. يتفق معظم الباحثين على أن جوهر رأس المال الاجتماعي يكمن في الاتصالات الشخصية والعلاقات والتفاعلات بين الأفراد، مُشكّلةً جدار أمان وقت الحاجة.