1 الاقتصاد: الزراعة:كان بعض أجزاء البلاد لا يزال على حاله البرية الموحشة الخطرة؛ ملوك بابل وأشور يلهون بصيد الأسود التي تجول في الغابات والتي تقف هادئة للمصورين، حقاً أ ن المدنية ليست إلا فترة عارضة موقوتة تتخلل وحشية الغابات. المستأجرون أو الرقيق وأقلها يحرثها ملاكها الفلاحون. وكانت كلها في العهود الأولى تفتتها معازق من الحجر كما كان يفعل المزارعون في العصر الحج ري الحديث وأقدم صورة لدينا تمثل المحراث في بابل هي الصورة المنقوشة على خاتم يرجع عهده إلى حوالي عام 1400 ق م؛ الكريمة النافعة كان وراءها في ذلك الوقت تاريخ طويل في أرض النهرين، ومع هذا فإنها كانت من طراز حديث إلى حد ما. فقد كانت تجرها الثيران كما كان يفعل آباؤنا، ولكنها كانت كمحراث السومريين ذات أنبوبة متصلة بها يخرج منها الحب إلى ولم يكن أهل بابل يتركون الماء يفيض على الأرض كما كان ي تركه أهل مصر، تحميها من الفيضان جسور من التراب لا يزال باقياً إلى اليوم. وكان الماء الزائد على حاجة الأرض ينصرف إلى شبكة من المصارف أو يخزن في خزانات لها فتحات يخرج منها إلى الحقول وقت الحاجة أو يرفع فوق الح واجز بشواديف. حكم نبوخذ نصر بحفر عدد كبير من قنوات الري وبتخزين الزائد من الماء في خزان كبير يبلغ محيطه مائة أ وربعين ميلا، منه، قنوات تروى مساحات واسعة من الأرض. وإلى الآن باقي الشادوف البدائي في وادي نهري الفرات واللوار. كما كانت بها بساتين - ولكن أكثر ما كانت تنتجه البلح. وكان البابليون يستثم رون ما أنعم عليهم به الله تعالى من العسل والدقيق كثيراً من أشهى الأطعمة. وكانوا يلقحون النخل بحمل الطلع من ذكورها إلى إناثها. وانتقل الكرم والزيتون من أرض الجزيرة إلى بلاد اليونان والرومان، ثم انتقل منهما إلى غربي أوربا. من أرض الجزيرة، بلاد الشرق، ويصل إلى بطون أفقر الطبقات. عمد إلى تهدئة هذه الأفكار بالنبيذ المعصور من البلح أو بالجعة المتخذة من الحب. ويستخرج ون من باطنها النحاس - الجزيرة كما يستخرج منها اليوم، القول الذي لم يكد يصدقه. فطلى: به جسد غلام وأوقد فيه النار بمشعل. وفي مستهل الألف السنة الأولى قبل ميلاد وكانوا ينسجون القطن والصوف، وكانت الأقمشة تصبغ وتط رز بمها رة جعلتها من أثمن السلع التي تصدرها بابل إلى خارج بلادها، كذلك نجد نول الن س اج وعجلة الفخراني في أقدم عهود التاريخ البابلي، ويكاد النول والعجلة أن يكونا الآلتين الوحيدين عند البابليين. وكانت مبانيهم تقام من الطين المخلوط بالقش أو من اللبنات التي كانت توضع بعضها فوق بعض وهي طرية رطبة وتترك حتى تجف وتماسك بفعل الشمس. ولما رأى القوم أن اللبنات إذا جففت في النار كانت أصلب وأبقى على الزمن منها سريعاً. وكثر المهرة من الصناع، وتألفت منهم من عهد حمورابي نقابات كانت تسمى )القبائل( يشترك فيها الصبيان والمعلمون. النقل والتجارة:وكانت تستخدم في النقل عربات سريعة تجرها الحمير، وأول ما ذكر الحصان في السجلات البابلية كان في - » ق م، الكاشيين، كما وصل إلى مصر مع الهكسوس. ولما استخدمت هذه الوسيلة من وسائل الانتقال والجمل انتش رت التجارة وكان انتشا رها سبباً في الطرق الرئيسية، وقال في هذا ي ذكر المؤرخين بأعماله: " لقد جعلت من الممرات الوع رة غير المطروقة ط رقاً ممهدة صالحة. بكابول وهيرات وإكبتانا، ثم تنحدر جنوباً مع نهر الفرات ". فأضحت في أيام نب وخذ وجدير بالقارئ أن يلاحظ تلك النغمة الحديثة المكتوبة بها الرسالة التي بعث بها أحد سكان الضواحي إلى ق ورش ملك الفرس حوالي عام 539 لقد بدت لي ضيعتنا أجمل ضياع العالم، ذلك أنها كانت قريبة من بابل قرب اً يم ك ننا من أن « :) ق. م تستمتع بمزايا المدن العظمى، فقد كانت التجارة تصادف ولم يكن التجار يعرفون أ ي الأمرين يخشونه أش د من الآخر أيخشون - أم يخشون المدن والإقطاعيات التي تفرض عليهم الإتاوات نظير السماح لهم طريق نهر الفرات نفسه، وقد جعله نبوخد نصر صالحاً للملاحة من مصبه في الخليج الفارسي إلى ثبساكس، وفتحت حروبه في بلاد العرب وغلبته على صور ولكن التجار البابليين لم ينتهزوا هذه الفرص السانحة لارتياد هذه البحار إلا ممرات الجبال وفي الصحراء، ولكن الحواجز والصخور كانت كثيرة في البحار، ولم وسكان الشواطئ الطامعين قد يغيرون على السفن في أية ساعة، وينهبون المتاجر ويأسرون بحارتها أو يقتلونهم وكان التجار يستعيضون عن هذه الخسائر بأن يقصروا نعم إ ن - ولكنهم حتى قبل أيام حمورابي كانوا يستخدمون في المقايضة. ولم تكن السبائك المعدنية مختومة أو مطبوعة بل كانت توزن في وكانت أصغر وحدة في العملة هي الشاقل وهو نصف أوقية تتراوح قيمته بين ريالين ونصف وخمسة ريالات من وكانت وبثلاثة على أ ن التجار كانوا يتجاوزون هذين السعرين الرسميين، ويستأجرون مهرة الكتاب ليخادعوا الموكلين بتنفيذ القانون. ولكن بعض الأسر القوية كانت تقوم طيلة أجيال متعددة بعملية إقراض النقود، وأخص ما كانوا يقرضون له من الأغراض هو الزرع والحصاد، ولم يجن من كدحه فإ ن ه لا يؤدي فوق فوائد على دينه في السنة التي يعجز فيها ولكن القانون كان في معظم الأحيان يحرص على حماية الملك وتجنيب صاحبه الخسائر، عليها الشرائع البابلية أن ليس من حق إنسان أن يقترض مالا إلا إذا رغب في أن يكون مسئولا مسئولية كاملة عن رده إلى على ألا كما تؤديه الآن تجارتنا نحن، وما إليها. ونجد في هذه الألواح شواهد كثيرة تنطق بما كان عليه القوم من ثراء عظيم، وبما كان يسرى في نفوسهم من روح مادية استطاعت كما فنحن نرى في آدابهم دلائل كثيرة على الحياة ولكننا نجد أيضاً في كل ناحية من نواحيها ما يذكرنا بما كان يسرى في الثقافات جميعها من وكان مصدر والغارات التي يشنها البدو الرحل على الولايات الأجنبية، ومن خمسين ريالا إلى مائة ريال للرجل. وكان هؤلاء العبيد هم الذين يؤدون معظم الأعمال العضلية في المدن، وكان ينتظر منهن أن يمهد له فراشه ويهيئن له طعامه، وكان المعروف أنه فإذا رأت بعضهن أنهن يعاملن هذه المعاملة شعرن بمضض الإهمال والإهانة. وكان العبيد وكل ما ملكت يداه ملك اً لسيده. ومن حقه أن يقتله إذا ظن أن موته أعود عليه وكانت تقدر جائ زة لمن يقبض عليه. وحفر وكان من حقه أن يتزوج بحرة، فإذا رزق منها أبناء كانوا أحرار اً، فإذا مات كان نصف أملاكه من حق أسرته وكان سيده أحياناً يكل إليه عملا من الأعمال التجارية، وكان من ح ق ه في هذه الحال أن يحتفظ ببعض أرباح العمل وأن يبتاع ) يشتري( بها حريته، وكان س ي ده يعتقه أحياناً إذا أدى له خدمة ممتازة، صاروا أكثر عدداً من الأحرار. فكانت طبقة الأرقاء الكبيرة تتحرك كأنها نهر تحتي جياش يجرى تحت قواعد الدولة البابلية. 2 نظام الحكم " بعض قوانين حمورابي: - وطبيعي أ ن مجتمعاً كهذا لا تدور بخلده فكرة الدمقراطية؛ ذلك أ ن نزعته الاقتصادية تتطلب أن تكون له حكومة ملكية وكان كبار الملاك، ومن حل محلهم بالتدريج من التجار الأثرياء، كما كانوا هم الواسطة بين وكان الملك يورث عرشه لمن يختاره من أبنائه بلا تفريق بينهم، ومن ثم كان كل واحد من هؤلاء الأبناء يعد وكثيراً ما كان يشن الحرب على إخوته إذا لم تحقق آماله. يع ي نهم الملك. ويقف ونهم عند الأشوريين. في عهد حمورابی، البلاد من تغيير، وكان تطوره يهدف إلى استبدال العقوبات الدنيوية بما كان فيه من مثال ذلك أن محاكمة المتهمين طلب إليهما أن يقفزا على نهر الفرات، فإذا نجت المرأة من الغرق كانت نجاتها آلت أملاكه إلى من اتهمه، وإذا غرق الساحر وظلت الهياكل مقر معظم المحاكم إلى آخر تاريخ البابليين، عن أحكامها إلا أمام الحكومة أخذت من أيام حمورابي نفسه تحل محل المراكز القضائية التي كان يرأسها الكهنة. أو فقاً له عيناً، أو هشم له طرفاً من أطرافه، وإذا انهار بيت وقتل من اشتراه حكم بالموت على وإذا تسبب عن سقوطه موت ابن الشاري حكم بالموت على ابن البائع أو الباني، وإذا ضرب إنسان بنتاً وبدأ ذلك بأن أجيز أداء فدية مالية بدل العقوبة البدنية. ثم فكان جزاء فقء عين السوقي ستين شاقلا من الفضة، فإذا فقئت ذلك أن العقوبة لم تكن باختلاف خطورة الجريمة وحسب، بل كانت تختلف أيضاً نفسها، أما الجريمة التي ترتكب ضد أحد الأشراف فقد كانت غالية الثمن. وإلى فإذا ضرب رجل أباه جوزي بقطع يده. وإذا تسبب طبيب أثناء جراحة في موت مريض أو في فقد عين من عينيه قطعت أصابع الطبيب. وإذا استبدلت قابلة طفلا بآخر والسطو، والفسق بالأهل، والجبن في ميدان القتال؛ وغ ش الخمور. والتي أضحت فيما بعد عن غير قصد جرءاً من الأسس التي قامت عليها الحضارة. فأجر الجراح مثلا كان يق رره القانون، والفعلة. وخ ص فجعلهم ورثته الطبيعيين الأقربين؛ فإذا مات رجل عن ز وجته كان لها الحق في مهرها وفى هدية عرسها، ولم يكن حق الميراث محصور اً في الابن الأكبر بل كان الأبناء كلهم سواسية في الميراث، ومن ثم لم تلبث الثروات الكبرى أن تقسمت وتقسمت، فامتنع بذلك ترك زها في أيد قلائل، ولم نجد في الوثائق ما يستدل منه على وجود المحامين في بابل إلا إذا اعتبرنا من المحامين القسيسين الذين كانوا يعملون موثقين والكتبة الذين كانوا يكتبون كل ما يطلب إليهم كتابته من الوصية إلى الأرجوزة نظير أجر يتقاضونه، وكان المدعى ولم يكن الناس يش ج عون على التقاضي، فقد كانت ثم عجز عن إثباتها حكم على المدعى نفسه بالإعدام " وثمة شواهد دالة على وجود الرشوة وإفساد الشهود، وكانت في مدينة وكان في وسع المتقاضين أن يرفعوا استئنافاً نهائياً إلى الملك نفسه. وليس 23 ، حكم على ذلك الرجل « : الحماية الاقتصادية التي ارتكبت السرقة في داخل حدودها والحاكم الذي ارتكبت في دائرة اختصاصه أن يعو ض اه عن كل ما فقده. فإذا أدى السطو إلى خسارة في الأرواح دفعت المدينة ودفع الحاكم مينا ) 300 فهل ثمة في هذه الأيام مدينة .